![]() |
اول يوم خصوصية
افسحوا الطريق للمبتعثة ..هاهي تعود إلى أرض الوطن بعد ثلاث سنوات في بريطانيا، ولكثرة ما تحمل في صدرها من طموحات وأمال عريضة اعتبرت شركات الطيران طموحاتها عفش زائد !، هاهي تقضي يومها الأول في بلدها الذي طالما حلمت أن ترد له بعض الجميل، حاولت أن تستعيد ما فاتها من مستجدات الخصوصية. فما الذي حدث لها في اليوم الأول ؟! .
في الصباح الباكر ومع زقزقة العصافير ( في الواقع انقرضت العصافير هذه الأيام بعد أن فتكت بها الغربان، ولكننا نقول ذلك كي نضفي شيئا من الرومانسية على المشهد ! ) قرأت خبرا حول تعيين وزارة التربية الفتاة التي توفيت بعد سقوطها بالبئر قبل أشهر، وقامت جميع الصحف والفضائيات بتغطية محاولات الدفاع المدني لإنقاذها وتابع الناس الحدث أولا بأول، وحدها وزارة التربية والتعليم لم تعلم بالحادثة ما يكشف أنها غير مرتبطة إلكترونيا بالأحوال المدنية، مايثبت أن كل عمليات تحديث البيانات التي تطلبها من الخريجات بين وقت وآخر هي مجرد تسالي موظفين ! . هذه أول جرعة صباحية من عصير الخصوصية كي يبدأ اليوم الطويل. خرجت المبتعثة من البيت واتجهت إلى الأحوال المدنية كي تستخرج بطاقة، وتصبح مواطنة كاملة الأهلية و.. ( تعال وشوف ) ! فالأحوال المدنية من قلاع الخصوصية التي لا يغيرها الزمان، ولا تؤثر فيها تقلبات العصر، فأول شيء اكتشفته بعد وصولها إلى القسم النسائي في الأحوال أن الموعد الذي حجزته عبر الإنترنت ليس له أي قيمة حيث الزحام الشديد، وفوضى الأرقام و الانتظار الذي لا نهاية له. في موقع الإنترنت طلبوا منها تحديد موعد حضورها بالساعة والدقيقة وهاهي تجد نفسها مضطرة للتعايش مع نظرية ( من سبق لبق ) ! . لحسن الحظ كانت السيدة التي تجلس إلى جوارها تحمل أكثر من رقم نظرت إليها بعين الشفقة وأعطتها رقما. في البداية شعرت المبتعثة بتأنيب ضمير ولكنها تذكرت أنها حضرت قبل موعدها المحدد بثلث ساعة، وهاهي غارقة في الزحام. حين وصل الدور إلى رقمها المستعار اتجهت إلى الموظفة وبدأت بمطابقة الأوراق، وفجأة جاءت مراجعة لتقول للموظفة : ( أنا جايه من طرف عمر ) فطلبت الموظفة من صاحبتنا أن تتجه إلى موظفة أخرى كي تقوم هي بالواجب مع عمر ! وقفت المبتعثة أمام الموظفة الأخرى مثل المتسولة تنتظر أن تنهي معاملة المراجعة التي أمامها كي تقول لها: ( جايتك من طرف زميلتك لأنها مشغولة بالمراجعة اللي من طرف عمر ) ! . خرجت المبتعثة من المبنى وهي تحمل أسئلة لا حصر لها عن الفوضى الإدارية التي تسيطر على القطاعات التي تتعامل مع الجمهور. تشعر بغصة خفية في القلب لأنها لن تستطيع أن ترد الدين لوطنها حيث لا مجال أن تنقل جزءا مما تعلمته في الخارج إلى هنا. في بداية الرسالة عرفت نفسها بعبارة: ( أنا واحدة من الطاقات المهدرة في هذا البلد ) أما آخر سطر في الرسالة : ( أعتذر لأني أهدرت وقتك في هذا الحديث ) وأنا بدوري أعتذر لكم على الوقت الذي أهدرتموه في قراءة هذا المقال . تحيا الخصوصية!. بقلم خلف الحربي |
رد: اول يوم خصوصية
هكذا كل الدوائر
ومقال يحكي الواقع شكرا لك ابوثامر |
رد: اول يوم خصوصية
يعطيك العافيه
|
رد: اول يوم خصوصية
[frame="10 98"]اشكرك على الطرح والنقل المميز
تحياتي لك[/frame] |
الساعة الآن 07:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL