![]() |
سياسة القتل العام
هل ما يحدث في سوريا هو خلاف بين معارضة ودولة؟.. هذا واقع.. لكن ليس هو كل شيء.. ما يخرج عن كل هذا الشيء هو ما لم يحدث في أي دولة عاشت صراع معارضة مع دولة، وواقعه يبرهن وجود حقائق أكثر قسوة مما تتضمنه مفاهيم المعارضة من إدانات ضد الدولة، فالأمر الأكثر صعوبة هو أن يتوفر وبجزالة أعداد كثير لمواطنين ليسوا في حالة ولاء للدولة ولا حالة انتماء للمعارضة.. إنهم أكثرية مواطنين وجدوا أن مجتمعهم لم يعد يستحق البقاء في بلاد فقدت وجاهة المواطنة.. فقدت أي جهد يحميها ويبرهن لها عن أفضليّته القائمة.. ثم هؤلاء الذين ينطلقون - أفراداً وجماعات - نحو الحدود التركية أو الأردنية أو اللبنانية ليسوا يفعلون ذلك في أجواء أمن أو عبر مسالك خروج محمية ومنظمة في توفير ما يريدون من سلامة خروج.. هم يتعرضون لمخاطر الخروج لقناعتهم المؤكدة بأن نسبة المخاطرة داخل بلادهم هي أعلى بكثير مما هو محتمل في مسالك خروجهم..
شاب سوري يعمل في المملكة منذ أكثر من عشر سنوات حدثني عن ظروف أسرته قال: إن بعضاً منهم تسلل إلى الأردن.. ثم أضاف معلومة عن واقع مأساوي لشقيقه الأكبر والذي كان ناجحاً مهنياً ومادياً داخل بلاده بأنه يسكن في مبنى ضمن محتويات السكن على شارع عام وفوجئ بأن إطلاق الرصاص والقنابل من قبل قوات الدولة لم يكن يوجّه إلى فئة خاصة ذات خصومة مع الدولة وإنما كانت القنابل والرصاص تخلع واجهات كثير من المساكن في المبنى، وأن واقع القتل العشوائي داخل السكن يتماثل مع ما يحدث في الشارع العام دون أن يكون هناك تمييز لمقتول مطلوب، ولأن ما يحدث هو هستيريا عنف لا يضيرها ألا يبقى حياً إلا مَنْ هو معهم.. وذكر أن شقيقه ترك كل خصوصيات نجاحه وهرب بجسده وروحه إلى بلد عربي آخر ومنه إلى القاهرة.. آلاف فعلوا ذلك.. كيف يمكن أن نفهم فلسفة الحكم؟.. وهل في العالم دولة دخلت في هذا الامتداد للرفض بها من أجل أن تكون البلاد موقع حكم لرئيس مرفوض.. المفروض ألا نبحث عن موضوعية المنطق عند مَنْ يعارض وإنما كان يجب أن يتوفر في عقل مَنْ يساند الرئيس لو كان هناك عقل.. تركي السديري |
رد: سياسة القتل العام
الفارس
مشكور على النقل والطرح المميز لهذا المقال يعطيك العافيه |
الساعة الآن 06:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL