![]() |
تغريبة القوافل والمطر
«أدر مهجة الصبح صبّ لنا وطنا في الكوؤس». ادرْ مهج الصبحِ صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ يدير الرؤوسْ وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه ادر مهجة الصبح واسفح على قلل القوم قهوتك المرّةَ المستطابه ادر مهجة الصبح ممزوجة باللظى وقلّبْ مواجعنا فوق جمر الغضا ثم هات الربابة هات الربابه: الأديمة زرقاء تكتظ بالدما فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً ونتلو على أبوابه سورة الحِمى ألا أيها المخبوء بين خيامنا أدمت مطال الرمل حتى تورّما أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا ومدَّ له في حانة الوقت موسما ادر مهجة الصبحِ حتى يئن عمود الضحى وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى ادر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء بين الصدور وبين اللحى. أيا كاهن الحي أسرَتْ بنا العيس وانطفأت لغة المدلجينَ بوادي الغضا كم جلدنا متون الربى واجتمعنا على الماءِ يا كاهن الحيِّ هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء هلا ضربت لنا موعدا في الجزيره أيا كاهن الحيِّ هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا البيد واتبعوا نجمة الصبحِ مرّوا خفافا على الرمل ينتعلون الوجى أسفروا عن وجوه من الآل واكتحلوا بالدجى نظروا نظرةً فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ والرياح مواتيةٌ للسفرْ والمدى غربةٌ ومطرْ. أيا كاهن الحي إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر: شُدّنا في ساعديك واحفظ العمر لديك هَبْ لنا نور الضحى وأعرنا مقلتيكْ واطو أحلام الثرى تحت اقدام السُّليكْ نارك الملقاة في صحونا، حنّت إليك ودمانا مذ جرت كوثرًا من كاحليك لم تهن يومًا وما قبّلت إلاّ يديك سلام عليكَ سلام عليكْ. أيا مورقًا بالصبايا ويا مترعًا بلهيب المواويل أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم في رئتيكْ. سلام عليكَ سلام عليكْ. مُطرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماءْ. سلام عليك سلام عليكْ سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب من الوجد نتلوه تلك مواطئهم في الرمالْ وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ - ما أبعد الماءَ ما أبعد الماءْ!! - لا.. فالذي عتقته رمال الجزيرة واستودعته بكارتها يرد الماء ياوارد الماء علَّ المطايا وصب لنا وطنًا في عيون الصبايا فمازال في الغيب منتجع للشقاء وفي الريح من تعب الراحلين بقايا. إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل يا أرض كفِّي دمًا مشربًا بالثآليل يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ ها نحن نكتب تحت الثرى: مطرًا وقوافل يا كاهن الحيِّ طال النوى كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي لتقرأ يا كاهن الحي فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظر. الاديب الراحل / محمد الثبيتي ( سيد البيد ) |
رد: تغريبة القوافل والمطر
[align=justify]
إنتقاء جميل .. وكلمات كا المطر .. وذائقة عبقه .. تقبل مروري وأجمل باقات ورودي .. الذيب [/align] |
رد: تغريبة القوافل والمطر
شكرا لمرورك العذب اخي ابوبتال
تحياتي لك |
رد: تغريبة القوافل والمطر
والرياح مواتية للسفر
والمدى غربة مطر والمدى غربة ومطر والمدى غربة ومطر والمدى غربة ومطر رحمك الله ياسيد البيد |
رد: تغريبة القوافل والمطر
مساء الورد..
سلمت يداك استاذي تحياتي لك |
الساعة الآن 12:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL