قبل الدال ... إقرأ هذا المجلد الدال
 

لديّ ما يدعوني إلى الجزم بأن تجارة الشهادات العليا التي ازدهرت في الآونة الأخيرة لاقت رواجها لأسباب كثيرة منها أنها ليست مزوّرة كما يحمل المعنى. شهادات صدرت عن مؤسسة مُسجلة في سجل المجلس البلدي لقرى - في بعض الأحيان نائية - ، وأيضا في السجل الضريبي للبلدة أو المقاطعة أو الولاية، ولا يطالها القانون ولا يبطل قوة شرعية وجودها وأختامها، ولا ينزع عنها الصفة والاسم الذي قرر " المستثمر " إطلاقه عليها.
القانون وبالأخص في أمريكا يُعطي لرجل أو امرأة الحق في فتح دكان (أظن الشقة أرخص). كذلك يجيز القانون تهيئة التعليم عن بعد (ديستانس ليرننغ) (distant learning) وإضافة خبرات المتقدم السابقة (صحيحة أو غير صحيحة)، وقبض الرسوم وإصدار الشهادة. ولن يطال القانون الفاعل بأي عقاب، لأسباب عديدة منها : -
1 - أن صاحب الجامعة مسجّل بسجل الضرائب. ولديه الإذن بافتتاح مشروع تعليمي يُساعد " رجال القوات المسلحة "، الذين لديهم الخبرات وليس لديهم شهادات نظامية، ومُتقاعدين فاتهم التعليم النظامي..!، عن طريق تقوية عزيمتهم.. !، إلى آخره إلى آخره.
2 – لا توجد جهة تستطيع أن تأتي إلى ذلك " المستثمر" أو تخاطبه، أو تقفل مشروعه بالقوة الجبرية، فما دام يُدخل النقد الأجنبي والمحلي فلا عليه من أحد. وختمه واسمه معتبران قانوناً.
3 - اتحاد الجامعات المعتبرة ليس لديها من القدرات الجبرية أن تنال من ذلك المشروع عدا رفض إدراج اسمه وختمه. لكن الدوائر الأخرى تُصادق على الختم بسهولة، لكنهم غير مسؤولين عن محتويات المستند.
4 – ثمة شهادات عليا حملها كثيرون، من جامعات معترف بها، وذات مبان وعمادات ومختبرات وأساتذة وفريق رياضي. لكنهم يتهاونون في نقاشات الرسائل الجامعية. ويمكن لمن هو على وشك التخرج استئجار أكاديمي أو أكاديمية لإعداد الرسالة، وإعطاء الطالب فكرة عن ما يحتمل أن يناقشه الأستاذ. ويقوم الطالب بتقديمها فإن رأت الكلية المناقشة فهو جاهز..
والكثير من الكليات لا تعبأ، خصوصا إذا كانت في العلوم النظرية، والطالب أجنبي ولن يعمل في أمريكا. فينال الخريج شهادة عليا عن عمل (رسالة) لم يبحثها ولم يقم بإعدادها.
وأنصح كل مهتم بهذه الأمور أن يقتني مجلدا اسمه World of Learning يجري تحديثه سنويا منذ 60 سنة ويحتوي على جامعات العالم مرتبة أبجدياً، أو حسب البلدان.
وهذا المجلد مُرحب به عالميا لحياديته.
يُدرج هذا المجلد أسماء الجامعات التي يكتمل هيكلها الأكاديمي، وفيها مبانٍ وقاعات ومختبرات وأقسام مختلفة، ولها نشاطات ومشاركات في الفعاليات العلمية ولا يُدرِج هذا المجلد الجامعات المكونة من شقة وعامل وتُصدر الدكتوراه لمن رغب لقاء ثمن..

بقلم عبد العزيز المحمد الذكير

رد: قبل الدال ... إقرأ هذا المجلد الدال