ارهاب الشوارع
 

أعزائي هل تعلمون أنّ حروب الصحراء الغربية قد خلّفت 15000 قتيل، بينما الحرب بين الهند والباكستان قد راح جراءها 13000 نفس بشرية، وقَـضَـى في حرب الخليج 5200 إنسان، وكان محصلة حرب استقلال كرواتيا الطويلة 16000 قتيل؟! ومجموع الضحايا في تلك الحروب كلها قد وصل إلى (53000) إنسان تقريبًا!
ولكن هل تصدّقون أنّ مجموع مَن ماتوا في حوادث المرور في السعودية خلال العشرين سنة الماضية فقط (86000 إنسان)، وكان عدد المصابين (611000 مصاب)، الكثير منهم معاق، في أكثر من أربعة ملايين حادث، لتحتل السعودية بذلك المرتبة الأولى عالميًّا في نسبة الحوادث!!
وتبلغ الخسائر المادية السنوية للحوادث، وما يترتب عليها أكثر من (13000000000) ريال، فضلاً لا تغلطوا في الأصفار فهي (ثلاثة عشر مليار ريال)!!
ومن المتوقع أن تصل في عام 2014 إلى (19 مليارًا)، وإلى (23 مليارًا) في 2019م، وأغلب تلك المليارات تذهب في العلاج، والتأهيل الطبي للمصابين، حيث إن (30%) من أسرّة المستشفيات محجوزة لإصابات الحوادث،
وهي من أهم أسباب أزمة الأسَـرة في المستشفيات؛ ولا عجب فهناك حالة إصابة بالحوادث كل 15 دقيقة، وحادث كل دقيقتين!!
أعتذر عن لغة الأرقام المفزعة التي احتضنها المقال، لكنها الحقيقة المؤلمة، وحرب الإبادة، أو حرب الشوارع التي تلتهم مجتمعنا منذ سنوات طويلة!!
نعم، كان هناك عدة محاولات وأنظمة وقوانين وخطط إستراتيجية للحَـدِّ من تلك الحوادث وما تخلّفه من إزهاق لأرواح بريئة، ودمار ممتلكات، ومليارات من الريالات؛ ولكن هل أفلحت؟!
الأرقام تقول: (لا، وكَـلّا)، فقد كانت وفيات الحوادث المرورية عام 2001م (4100)، وفي عام 2004م ارتفع إلى (5200 حالة وفاة)، ثم إلى (7153) في (2011م)، ومن المتوقع بحسب هذه الوتيرة المتسارعة أن يصل إلى (9604) عام 2019م!!
يا جماعة، معالجة كثرة الحوادث المرورية ممكن إذا توفرت (الإرادة)، فهناك دول مثل بريطانيا والدانمارك وضعتا خططًا لتقليل معدل الحوادث وضحاياها، واستطاعتا الوصول لأهدافهما؛ بل إن الدانمارك بلغت الهدف قبل نهاية الخطة بست سنوات!!
وأخيرًا، نحن نعيش حَـربًا حقيقية لا يكفي معها أسبوع مرور، ومحاضرة هنا، ومعرض أو لوحة هناك؛ بل لابد من خطة وطنية متوسطة وبعيدة المَـدى، تشارك فيها كل المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني؛ فقد استطاعت الجهود المتضافرة -ولله الحمد- القضاء على خلايا الإرهاب، وتجفيف منابعها، مع أنها كانت تسكن الزوايا والسراديب المظلمة؛ فلماذا العجز عن إيقاف حرب الحوادث المرورية، مع أنها ظاهرة في الطرقات؟!

عبد الله منور الجميلي

رد: ارهاب الشوارع
 

اخوى السيف
شكرا لك على مجهودك المميز
يعطيك العاااااااااااافيه