الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

نحن في معركة مع الوعي العام ليعتمد مبدأ التقيّد بالنظام، وإدراك مبادئ السلامة، ولعل ما يفزع محاضرة ألقاها مدير الأنظمة واللوائح في شرطة المدينة المنورة العقيد زهير شرف عن الحوادث المتكررة في أسبوع المرور الخليجي؛ حيث ذكر بأن عدد المتوفين يومياً (١٧) شخصاً أي وفاة شخص كل (٤٠) دقيقة ما جعل المملكة الأولى، عالمياً، في حوادث السيارات.. وأن عدد ضحايا حوادث الطرق عام ٢٠١١م بلغ أكثر من (٧١٥٣)، وأنها أكبر من حوادث تجتاح بعض الدول سواء أكانت إرهابية، أم حروباً مثل حرب الخليج، وأن تضاعف هذه الأعداد مرشحٌ للارتفاع في السنوات القادمة!!
الإحصاءات مرعبة سواء بخسائر الأرواح والإصابات، أو النفقات التي تصرف عليها، ولو أن هذا الأمر حدث في دولة صارمة التشريعات في هذه الأمور، لطرح الموضوع على مختلف الدوائر والمؤسسات لتحليل الأسباب وصياغة قوانين أكثر صرامة، وهذا لايعني أننا نتساهل بالأنظمة، لكن البيئة التي عمقت هذه المشكلة يمكن أن تحصر في قطاع الشباب المتهور، والذي يرى أنه بطل في أي تصرف يعاكس المجتمع بما فيه تهديد حياته وحياة الآخرين، وسيارات العمالة المتعاظمة والتي خرجت من الخدمة منذ أزمنة طويلة، ويقودها أناس ربما، على قِدم هذه السيارات، لا تتوفر في بلادهم كملكية شخصية، وهذا خلل لايعالج إلا بدراسات مستفيضة وحلول عاجلة، لأن الوسائل الأخرى كالمواصلات العامة المعمول بها دولياً والتي تفرض تقييد حركة المركبة الخاصة وقت الذروة، غير متوفرة، وربما تحتاج لسنوات وهو ما يعني حصد العديد من الأرواح، سواء جاء بسبب تهور شبابنا، أو العامل الجاهل، أو سائق العائلة الذي أعطي ناقلاً يفوق إدراكه وتصوره ووعيه..
المأزق إداري وفني، حيث إن كفاءة الضابط والجندي ارتفع سقفها، ولكنها لا تزال تعتمد السياسات الإدارية القديمة، إلى جانب قلة الأعداد القادرة على تغطية تلك العمليات..
وفني بعدم وجود مراقبة شاملة بواسطة آلات التصوير والرصد وخاصة في المدن الكبيرة، وعلى الطرقات، ثم التأخير في قيام حملات بسحب السيارات التي انتهى عمرها الافتراضي..
والغريب في هذا كله أن مشهد البيوت والشوارع وحول المدارس والجامعات، وكل مراكز التجمع، لا تجد في أي بلد في العالم أن لكل فرد سيارة، أو حتى اثنتين أو ثلاثاً، وهي ظاهرة بدأت مع الطفرة، وزادت مع اتساع المدن في استحالة البديل..
معروف أن المرور لم يعد صفارة وجندياً، وطريقاً وسيارة، وإنما مدارس متعددة، ونظريات وتطبيقات تتطور كل يوم، إلى جانب وسائل الوعي بالنظم واحترامها، وهو ما لايوجد بيننا حتى إنك في الطريق أو الشارع تجد نفسك أمام مشهد شبه سريالي عندما ترى من يتخطاك، ويزاحمك، وبحركات بهلوانية جعلت الأجانب يقلدوننا بقطع الإشارات، وقطع الطريق عليك ومزاحمتك..
وأمام هذه المعركة، غير المتكافئة بين الأجهزة الرسمية ومضاعفات الضحايا والمصابين كيف نجد طريقنا للسلامة واحترام النظام؟!

يوسف الكويليت