![]() |
سري جدا
سري جداً وسري للغاية وأمين السر.. كل هذه المفردات كانت ذات يوم هي المفردات المتداولة في إداراتنا ,كان لها هيبتها يوم كان الكل يقف مذهولاً يسأل من !! لدرجة أن من يحمل الورقة يوشك أن يحلق بها بعيداً عن كل ما يهدد سلامتها ، هي كلمات عاشت وعششت في حياتنا لكنها اليوم توشك ان تكون ماضياً لحقبة من زمن حيث انتهكت التقنية كل الأسرار واغتالت السرية في لمح البصر، تاركة كل الذين كانوا يتعاملون بها ويعيشونها بعشق وسط الدهشة التي حافظوا عليها واستمتعوا بنزعة ظلوا يمارسونها بفرح أمام رهبة المتعاملين من كلمة سري حيث كانوا لا يستطيعون حتى الاقتراب من كل ماهو سري وسري للغاية ،أنا أرى أنها كلمات حبست نمونا وتقدمنا مع ان الحكاية ربما تكون عادية ولا علاقة لها بالسرية إطلاقاً ...،،،
• أتذكر أنني قرأت لفيكتور هوغو خطاباً لحبيبته جوليات وقال فيه (كم هو الحب عقيم) لأنه لا يكف عن تكرار كلمة واحدة (أحبك) ،أنا هنا أقارن ماقاله بكل ماهو سري لدى اداراتنا لأنه لا يكف عن تكرار كلمة( سري )مع أن كل شيء في النهاية يغادر مكانه ويصعد للسطح وتصبح السرية مشاعاً كما هو واقعنا الذي لم يعد يكترث لا بالسر ولا بالأسرار ،حيث انتهكت التقنية كل الأسرار وفضحت كل الذين كانوا يكذبون ويسرقون وهم في مأمن ،وسبحان الله في لحظة أصبح السر يتداوله الناس كلهم وهانحن نعيش الحاضر بكل مافيه ونتلقى يوميا آلاف الأنباء والأسرار المكتوبة والمختومة بكلمة السرية ،وهي حقيقة مربكة حين تأتي اليك خلسة لتهدم على رأسك ماضيك وطيبتك وثقتك وإحساسك ومشاعرك التي كانت تغلفك بعناية لاسيما وان بعضها مثير جدا حين يأتي اليك ليقول لك هذه هي المثالية ، ويحقن في صدرك الحزن والكمد ليحولك الى دمية لا قيمة لها لأكتشف اليوم نعمة الغباء حين حولت التقنية الحياة الوادعة الى حياة أخرى لا مكان يفترض ان يكون فيها للكذب واللعب وتزييف الواقع وتنميق المفردات لأنه ببساطة لا أحد اليوم يستطيع أن يخدعك وإن فعل لن تستمر الخديعة سوى أيام وبعدها تتوالى الأنباء الفضائحية .ومن أجل ذلك فإني أرى ان علينا ان نتخلص من الضبابية ونمارس الصدق والشفافية في كل الحياة لنكسب على الأقل ثقة الآخر الذي هو بالتأكيد حوّلته التقنية من كائن هادئ الى كائن أكثر يقظة ..فهل تعتقدون ان اليوم يليق بالغموض أو السرية وملحقاتها وأختامها ودهاليزها ؟ أعتقد أن بقاءها او الاحتفاظ بها لن يكون سوى عبث أكثر من ذي قبل ...،،، • (خاتمة الهمزة) ....حين يخترق الماء صدر الجدار ويموت الناس غرقاً يكون الذنب على من !! على الماء أم على الجدار ؟!..هي خاتمة لمقال تغلفه السرية !! وهي خاتمتي ودمتم بقلم ابراهيم علي نسيب صحيفة المدينة |
رد: سري جدا
اخوى الفارس
مجهود مميز ومواضيع هامه يعطيك العاااااااافيه |
رد: سري جدا
التقنية هي الفضيحة عوافي اخوي الفارس المتابعة والمتميزه دمت بخير وعافية |
رد: سري جدا
طرح هادف وذو قيمة كل التقدير لك الشهاب |
الساعة الآن 12:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL