![]() |
من يكافح من ؟
تغص الشوارع والأسواق والأحياء بالمتسولين والمتسولات، الصغار منهم والكبار، الرجال والنساء، في ظل الغياب التام لدور لجان مكافحة التسول التي لا وجود لها في الميدان.
المارة في شوارع جدة بالذات، يستغربون هذه الأعداد الكبيرة التي تتجمع عند الإشارات المرورية، ويتوزعون على المسارات الأربعة، تجدهم تارة باعة متسولين، وتارة أخرى تجدهم باعة جائلين، يتنقلون من حي لآخر، وهذا الواقع المرير ليس في جدة وحدها، بل إنه امتد لبعض المناطق الكبرى. تلك الفئات وجدت قلوبا رحيمة تتعاطف معها، واستغلت الطيبة لتزاول نشاطها، وتصطنع العاهات لاستدرار العطف من أبناء هذه البلاد الذين تجدهم لا يتوانون في فتح نوافذ المركبات وتقديم النقود، والأطعمة وحتى الملابس. الحالة حفزت بعض ممارسي هذا النشاط للتحول في هذا الشهر الفضيل للوصول إلى المنازل وبالذات المتسولات، لطرقها وطلب الطعام والمساعدة ولو أنهن لم يجدن مساعدات لما تكاثرن. وهناك من استغل قدسية هذه البلاد الطاهرة، التي دخلها بغرض أداء مناسك الحج أو العمرة ومكث فيها دون أن يغادرها متواريا هو وأسرته عن الأنظار، والبعض الآخر تسلل إليها بطرق غير مشروعة، والحالتان كلتاهما مخالفة لنظام الإقامة والعمل. وقصة التسول في مجملها ليست مجرد طفل أو سيدة عند إشارة مرور ينتظر بضعة ريالات، القصة كبيرة جدا تبدأ بتصدير «الصغار» من بعض الدول المجاورة لهذا الغرض وتجد عصابات هنا لتشغيلهم وإيوائهم، فقد ذكر لي أحد الأصدقاء أنه شاهد سائق سيارة من نوع جيمس جديد موديل 2011 تتوقف في أرض فضاء مجاورة لشارع رئيسي في حي الحمراء، أحد أرقى أحياء جدة وفي وقت متأخر لتجمع الصغار والنساء ممن كانوا يزاولون التسول في الشوارع المجاورة، وأنه حاول جاهدا الاتصال بمكتب مكافحة التسول ولكن دون جدوى واتصل ببعض القطاعات ووجد الإحالة على المكتب المختص في ملاحقة هذه العصابات. ما الذي يحدث بالفعل ؟ وهل هو سؤال صعب، لنبحث عن إجابة له طيلة السنوات الماضية ؟ وهل يحتاج إلى لجان وورش عمل ومنتديات واجتماعات مطولة لإيجاد الحلول والتخلص من هذا المنظر غير الحضاري ؟ لا أعتقد ذلك، فلو كان الإجراء حازما، لما وصلت شوارعنا إلى هذا المستوى المحزن والذي هو بحاجة إلى انتشال وحملات مكثفة للقبض على المتسولين وترحيلهم ومحاسبة من يقف وراءهم بالإيواء والتستر والتشغيل. قادتني مهمة عمل قبل بضعة أعوام لزيارة مكتب التسول في جدة، ووجدت في فناء المكتب عددا من المواطنين، واستغربت وجودهم، واعتقدت أنهم متورطون في قضايا أو يرغبون في كفالة أحد مرتادي المكتب، لكن القضية كانت أكبر من هذا بكثير، إذ أنهم قصدوه لإخراج عاملات منزليات من «ضيافة .... »، بعد أن تأخروا عن استلامهن من المطار، ويقتضي الإجراء تحويل العاملات إلى مكتب التسول ريثما يحضر الكفلاء لاستلامهن وفي حالة تأخر تمكث بضعة أيام ويعاد ترحيلها لبلادها. هذا الإجراء الذي يطبقة مكتب مكافحة التسول يستغرق زهاء الساعة، رغم أنه مجرد تعبئة نموذج ومن ثم إحضار العاملة لكفيلها، وتوديعها دون عناء وروتين طويل عريض، وكان الأحرى بهم بدلا من هذه الإجراءات النزول إلى الميدان ومراقبة وضع الشوارع والأسواق والقضاء على ظاهرة التسول التي تخدش الوجه الحضاري لبلادنا أمام الزوار. بقلم / عبد الله الحارثي عكاظ |
رد: من يكافح من ؟
طرح موفق ورائع بارك الله بك الشهاب |
رد: من يكافح من ؟
اخوى السيف
يعطيك العاااااااااااافيه |
الساعة الآن 11:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL