![]() |
عـيـد بـلا مـتـنـبـي
ا تختزن الذاكرة عن العيد في التراث العربي سوى ترديد بيت المتنبي (عيد بأية حال ....) الذي نردده في كل مناسبة عن العيد حتى سئمنا منه وأصبحنا لا نطيق ترديده.
ظاهرة الفرح الاجتماعي ومشروعية ممارسته في العلن في بلداننا تختلف قطعا عن المجتمعات الأخرى في العالم أجمع، وهذا لا يهمني حاليا لأنه حكاية أخرى، ما يهمني هو اختلاف ممارسة هذه الظاهرة وانحراف مسارها في إطار المجتمع الواحد.. وعما كانت عليه في الماضي القريب. على مدى تاريخنا الاجتماعي كانت ممارسة الفرح تلقائية وفطرية تتمدد حسب «سيكيولوجيا» المجتمع وقيوده الذاتية، ولم تكن تكتنفها الهواجس أو تسكنها الشكوك بعد، كان الناس على بساطة أدوات الفرح وبدائية مادياته يتنفسونه بفطرة يكتسيها البياض، قبل أن تنقلب الحال وتتحول أفراحنا وطقوسنا العامة إلى ما يشبه المآتم. عقود من التطهير الأيديولوجي لعادات الناس في إقامة أفراحهم نجحت في كبح كل مظاهر الفرح الجماعي على أية صورة كانت طالما هي خارج أسوار المنزل الطويلة، ولم يعد ثمة فرصة لممارسة هذا الفرح البريء سوى أن يضع الناس «حرتهم» في الطعام أو الشراب أو النوم. هنا يجد البعض العيد الحقيقي في الهروب من العيد، والخروج من طقوس هذه المجتمعات المؤدلجة إلى فضاءات أرحب في دول قد لا يكون الجديد فيها الطقس أو الجغرافيا أو التاريخ بقدر ما هو انخفاض منسوب هذه الهواجس والشكوك في ممارسة مشاعر الفرح مع أسرهم وأبنائهم، وبسقف قد لا يتجاوز ما كنا نفعله في الماضي القريب. وكل عام وأنتم بخير. عيسى الحليان عكاظ |
رد: عـيـد بـلا مـتـنـبـي
اخوى ابو ثامر
يعطيك العااااااافيه |
الساعة الآن 07:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL