الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتــدى نبـــــــض الــوطــن الغالــي (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=389)
-   -   انحدار مستوانا في النقل الجوي !!! (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=61571)

الفارس 22-08-13 10:35 AM

انحدار مستوانا في النقل الجوي !!!
 
جلست بداخل الطائرة بانتظار التحرك إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. ولاحظت أن بالرغم من وجود شعار الخطوط الجوية العربية السعودية على إحدى الطائرات بجانبنا، إلا أنها لم تكن سعودية فكانت تركية، بدليل أن رقم التسجيل على جسمها يبدأ بحرفي TC. وبالقرب منها كانت طائرة أخرى تحمل شعار ناقل جوي سعودي ولكنها «برمودية» ، بدليل أن رقم التسجيل على جسم الطائرة كان يبدأ بحرفي VP فموطن هذا التسجيل هو جزيـرة «بـرمودا» الصغيرة التي تقع شرق الولايات المتحدة. ورأيت طائرة أخرى تلبس شعار الخطوط الجوية العربية السعودية وتسجيلها EC وهذا يعني أنها مسجلة في اسبانيا. وللعلم فهذه الحروف البسيطة تعكس موطن تسجيل الطائرات فالمسجلة في الولايات المتحدة مثلا تبدأ بحرف N، والألمانية تبدأ بحرف D، والفرنسية تبدأ بحرف F، والإنجليزية تبدأ بحرف G، والمصـريـة تبدأ بحرفي SU. وأما الطائـرات السعودية التسجيل فيكون تسجيلها مميـزا بحرفي HZ .. لماذا كل هذه الطائرات الأجنبية؟.

سأبدأ ببعض التاريخ: لو نظرت إلى جميع المدن التاريخية التي حركت الحضارات العالمية، فستجد أن غالبيتها موانئ . أي أنها تتميز بمواقع جغرافية مطلة على المحيطات، أو البحار أو الأنهـر، من جدة إلى القاهرة، والإسكندريـة، وبيروت، ولندن، وباريس، ونيويورك، وهونج كونج. وأهم الاستثناءات التاريخيـة من هذه القاعدة هي المدن المقدسة: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف. وكان دخول النقل الجوي بقوة لتحـريك البشر والبضائع في الثلث الأول من القرن العشرين، ونموه الهائل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 أحدثت تغيرات هائلة غيرت ملامح العمران في العالم. وقد أضافت الموانئ الجوية بعدا جديدا لتنمية الدول والمدن، وأصبحت المطارات من أهم المولدات للمنافع الاقتصادية للدول، الموضوع ببساطة أن النقل الجوي هو مصدر خيـر كبيـر للبشر. وتحديدا فهو يؤثـر على الدخل والتوظيف من خلال التأثيـرات المباشرة، وغير المباشرة، وتلك التي يتم توليدها بطرق مختلفة من جراء الأنشطة المختلفة على أرض المطار وخارجه. وتشمل تلك التأثيـرات السياحة، ومبيعات الوقود، وخدمات التصديـر والاستيـراد، والخدمات المساندة المختلفة للنقل الجوي. ويقدر اليوم حجم منافع المطارات فقط حول العالم بما يفوق العشرة ترليون ريال سنويا، وتقدر العمالة في تلك المطارات وبسببها بحوالى 27 مليون وظيفة، ويقدر نصيب كل هذا من الناتج المحلي العالمي بحوالى 8 في المائة. وأما على مستوى العمـران فهناك مؤثـرات مذهلة ومنها تأثيـر النقل الجوي على بعض المدن لدرجة أن هناك مفهوما جديدا باسم «ايرو تروبوليس» Aerotropolis على وزن «أين الثور والبوليس» ومعناها «مدن المطارات» وللعلم فكلمة بوليس اللاتينية معناها «مدينـة». ومفادها أن تكون البيئة العمرانية المحيطة بالمطار معتمدة عليه اقتصاديا، وعمـرانيا، ووظيفيا، بل وحتى اجتماعيا. وإلى الآن فلم ندخل في صميم الموضوع فما علاقة كل هذا بمدخل المقال؟ الموضوع ببساطة هو استراتيجية النقل الجوي في وطننا: بدأ النقل الجوي في المملكة منذ أكثر من سبعين سنة، وتأسست الخطوط السعودية عام 1945 أي قبل كثيـر من الدول. وكان الطيـران هو المدخل الأساس للعديد من التقنيات: الاتصالات الحديثة، والملاحة، وإدارة العقود الكبرى، والمشاريـع، والتمويـن والإمدادات، والتسويق، وخدمات الحشود وإدارة شؤونها. وبالرغم من تاريخ ريادة الطيران المدني السعودي القوية على مستوى الشرق الأوسط في هذا المجال، فقد تغيرت الأوضاع خلال السنوات الأخيرة بسبب التنافس القوي من بعض دول الجوار ببرامجها الطموحة جدا.

وقد أنعم الله عز وجل على وطننا بالعديد من النعم وأهمها على الإطلاق هي رعاية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وهذه «ميـزة مطلقـة» وليست «ميـزة نسبية» فالمتوقع أن لاينافسنا أحد في مجال خدمة الحرمين الشريفين وضيافة زواره. وخدمات النقل الجوي هي من أساسيات تلك الخدمة. فلماذا لا تكون لدينا أكبر وأفضل شركات الطيران الوطنية؟ وأفضل المطارات؟.

أمنـيــــة

بدأت المقال بالطائـرات الأجنبية التي تحوم عبر أجوائنا وأراضي مطاراتنا التي تلبس اللباس السعودي «يعني يعني» أنها طائرات سعودية. فالسؤال هنا هو: إلى متى سنستمر في نهج سياسة «يا دوب» في النقل الجوي؟. وأقول: نحن أولى أن نصدر خدمات الطيران للعديد من دول العالم.. أتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه ثمـرات الخبـرات الجوية السعودية المتميزة التي تكونت عبر السبعة عقود الماضية. والذي سيتبلور في أفضل المطارات، وأفضل شركات الطيـران التي تستحق أن يوضع شعار الوطن عليها بمشيئة الله.

وهو من وراء القصد.

طارق علي فدعق
عكاظ

عبد الرؤوف صدوق 22-08-13 01:16 PM

رد: انحدار مستوانا في النقل الجوي !!!
 
كلام رائع ، وانا اشد على هذه الوطنية الخالصة ... لان الدولة التي تملك بحارها وسماءها دولة حرة الارادة والتفكير " اي مستقلة " .. فيجب على حكومة خادم الحرمين الشريفين ادام الله عزه وعز الحرمين ان يقتطع ميزانية مهمة في تطوير خدمات النقل الجوي والسيادة الجوية .. ادعو الله عزوجل بأن نعيش مثل هذا اليوم


الساعة الآن 09:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL