الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

إذا كانت عدد الصكوك التي حدثت فيها تجاوزات نظامية، وتتولى هيئة مكافحة الفساد التحقيق فيها، قد بلغت 15 ألف صك في ناحية أو ضاحية من نواحي وضواحي المزاحمية، فإن علينا أن نتوقع عدد التجاوزات في بقية نواحي وضواحي هذه المنطقة، وإذا كانت كل هذه التجاوزات قد حدثت في مدينة بحجم المزاحمية، فإن التوقع يكون مرعبا حين نتخيل حجم ما يمكن أن يكون قد شاب صكوك مدن كبرى ومناطق شاسعة من مخالفات؛ كتلك التي أخذت هيئة مكافحة الفساد التحقيق فيها.

وإذا كانت هذه المخالفات التي هي مظنة للفساد قد حدثت في كتابات عدل، حيث كان من المتوقع أن يكون الوازع الديني والأخلاقي المرتفع للعاملين فيها وازعا لهؤلاء العاملين عن مخافة النظام أو الوقوع في شرك الفساد، فإن جهات أخرى لا يتمثل فيها هذا الوازع الديني أحرى بها أن تكون أكثر وقوعا في المخالفة وأقرب للانحراف إلى هاوية الفساد.

وإذا ما كنا نحمد الله على ما انتهينا إليه من سياسة الوضوح والشفافية والحرص على النزاهة، فإن علينا أن ندرك حجم ما كنا نعانيه من قبل من خلل لم تكن الأجهزة قادرة على إصلاحه ومعالجته، بينما كانت سياسة الستر كفيلة بإغراء من تنحرف بهم أطماعهم ومصالحهم الشخصية لممارسة المزيد من الأخطاء والتربح من وراء الوظائف التي يعملون بها.

ما تكشف عنه إجراءات هيئة مكافحة الفساد، وكذلك هيئة الرقابة والتحقيق، يؤكد أننا لسنا مجتمعا ملائكيا منزها عن الأخطاء والعيوب والانحرافات، كما أننا لم نكن كذلك قط، وإذا ما أدركنا ذلك نكون قد وضعنا أقدامنا على أولى عتبات الإصلاح، ومضينا خطوة نحو طريق يبدو طويلا وشاقا، غير أنه طريق لا بد لنا أن نسلكه، ولا بد أن يشهد كثيرا مما يبدو صادما لنا ومجبرا على إعادة تصورنا للمجتمع الذي نعيش فيه.

سغيد السريحي
عكاظ