الفقراء شركاء في التنمية كذلك
 

لو أن أصحاب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة من التجار وأصحاب الشركات الكبرى ورجال الأعمال فقهوا معنى الآية الكريمة (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، لما تبقى في وطننا يتيم جائع ولا أرملة عارية ولا فقير لا يعرف كيف يوفر لأبنائه طعاما أو يدبر لهم مأوى، ولفاضت أموال الصدقات والزكاة حتى لا نكاد نجد يد محتاج تمتد لها ولا قلب فقير يهفو إليها، ولم يكن أغنياء الأمة الإسلامية بأكثر غنى من أغنيائنا في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز حين كتب إليه بعض ولاته يسأله عما يفعله بفائض أموال الصدقات بعد أن نال كل مستحق لها ومحتاج إليها ما يسد عوزه ويغني حاجته، لم يكونوا بأغنى من تجارنا وأصحاب رؤوس الأموال لدينا، غير أنهم كانوا أزكى قلوبا وأطهر نفوسنا؛ وفاء بما أوجبه الله عليهم من حقوق وما فرضه عليهم من واجبات كفيلة بتشييد مجتمع متماسك متعاون متراحم.
ولو أن التجار وأصحاب الشركات والمؤسسات لدينا أدركوا ما هو متوجب عليهم تجاه الوطن وأبناء الوطن ما بقي في البلاد عاطل يبحث عن فرصة عمل، بينما هم يركضون خلف تأشيرات الاستقدام يبحثون عن كل ما يمكن أن يكون أقل تكلفة من أجل أن يوفر لهم ذلك مزيدا من الربح وما تورعوا عن أن يخالفوا الأنظمة باستعانتهم بعمالة غير نظامية تتقبل جورهم عليها في الأجر مقابل تسترهم عليها في العمل.
ولو أن التجار وأصحاب الشركات والمؤسسات لدينا عرفوا ما هو متوجب عليهم ما اشتكوا واستجاروا من أنظمة وزارة العمل التي تلزمهم بتوظيف الشباب من أبناء الوطن، وما تعرضت أعمالهم للتعطيل ومشاريعهم للتأخير حين فاجأتهم إجراءات تصحيح وضع العمالة وترحيل العمالة المخالفة، ولكان لهم في النظام وفي شباب الوطن ما يغنيهم عما انتهوا إليه من ورطة لم يجدوا وسيلة للخروج منها إلا بالبحث عن فرص أخرى للاستقدام يكررون بها ما سبق أن قاموا به من قبل من بحث عن تكلفة منخفضة تجني عليهم أرباحا مرتفعة.
لو علم الأغنياء أن الفقراء شركاؤهم في التنمية ما احتاج وزير العمل أن يذكرهم في لقائه الأخير بهم بما توجب عليهم، وأن يصارحهم بما لا يريدون الاعتراف به، فيقول لهم : «يجب أن نتقاسم هذا الخير، وألا تنعم به فئة دون أخرى، فكل مواطن يجب أن ينعم بهذا الرخاء ويحصل على هذا الخير معنا».

سعيد السريحي
عكاظ

رد: الفقراء شركاء في التنمية كذلك
 

جزاك الله كل الخير أخوي الحويطي

كل الاحترام والتقدير