![]() |
حرية التعصب مكفولة !
بالأمس كتب زميلنا مشاري الذايدي مقالا طريفا في الشرق الأوسط حول فوضى الأفكار والآراء في هذا الفضاء المفتوح وكيف أصبح كل من هب ودب يدلي برأيه في قضايا عميقة هو أبعد الناس عن فهمها ؟!، وضرب الذايدي مثالا بدفاع المغنية وعارضة الأزياء اللبنانية مريام كلينك عن حسن نصر الله التي قالت على صفحتها في الفيس بوك: (أف .. حلو عنه) !، وكذلك الدفاع المستميت التي تقوم به الشبيحة (شبه الأنثوية) رغدة عن نظام بشار الأسد. وقبل هذا المقال كنت قرأت خبرا عن قيام الفنانة الخليجية شمس صاحبة معلقة : (أشطح) بتسجيل أغنية في مصر ضد الإخوان المسلمين عنوانها: (دين أبوكم ايه ؟!) لتدخل في حفلة هجاء الإخوان دون أن تشغل نفسها بمعرفة من هم الإخوان أصلا ؟ وما الذي فعلوه أو لم يفعلوه ؟، فالمسألة أصبحت (سبهللة) كما يقول أشقاؤنا في مصر، ولكن شمس مثلها مثل مريام كلينك من حقها أن تقول رأيها لتشارك في هذه الفوضى الخلاقة، ومن حق الناس أن يسخروا من موقفها هذا لأنها ركبت موجة أكبر منها بكثير. المشكلة ــ من وجهة نظري ــ ليست فوضى الأفكار والآراء فمن حق أي انسان أن يبدي وجهة نظره ويعبر عن رأيه ويستغل هذه الفضاءات المفتوحة كي يقول ما يريد واختلافنا معه لا يلغي حقه في ابداء رأيه، ولكن المشكلة تكمن في تعصبنا لاتجاه معين أو انحيازنا لسياسة محددة إلى درجة تجعل هذا التعصب أو الانحياز هو الذي يشكل آراءنا المعلنة وليس ضمائرنا أو المبادئ التي نؤمن بها على اختلاف اتجاهاتنا، حيث لم يعد الكثير من الناس يقيمون وزنا لوعيهم أو المبادئ العامة المتعارف عليها أو حتى الحقائق الواضحة على الأرض فكل اهتمامهم ينصب على الدفاع عن النقطة التي وضعوا أنفسهم فيها حتى لو اكتشفوا أنهم يقفون في المكان الخطأ. ومن الأمثلة على ذلك أن الكثيرين اليوم يقفون مع مجرم سفاح مثل بشار الأسد ويدافعون عنه لأسباب طائفية رغم أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنه ديكتاتور ظالم دمر بلاده وسحق شعبه وأعاد الأمة العربية مائة عام إلى الوراء وهم لا يملكون الوقت لمراجعة ضمائرهم واعادة النظر في هذا الموقف الذي لم يجبرهم أحد عليه، وكذلك الأمر بالنسبة لصدام حسين حيث يصر الكثيرون على الدفاع عن أخطائه الفادحة لأسباب طائفية ويتجاهلون أنه ديكتاتور دموي حكم العراق بالحديد والنار وتسبب في ضياع هذا البلد العربي مثلما تسبب بشار في ضياع سوريا. أصبح الناس اليوم يتفاخرون بتعصبهم ويتخذون مواقف مخزية هم في غنى عنها لأنهم لم يبحثوا في أجهزة التواصل الاجتماعي والفضاءات الاعلامية المفتوحة عن وسائل تمكنهم من ابداء آرائهم بحرية قدر بحثهم عن وسائل تمكنهم من التعبير عن تعصبهم وكراهيتهم للاخر دون قيود !. ** في السياق ذاته يمكن الحديث عن مقال زميلنا الراقي أحمد الشمراني في «عكاظ» أمس حول تعصب جماهير الكرة الذين أصبحوا يواجهون أي رأي ضد أنديتهم المفضلة بالسباب والشتائم رغم علمهم أن المعلومات التي يذكرها الطرف الاخر صحيحة، ولكن التعصب في الرياضة أهون بكثير من التعصب الذي يأتي على حساب دماء الأبرياء !. خلف الحربي عكاظ |
رد: حرية التعصب مكفولة !
يعطيك العافيه ع النقل
|
الساعة الآن 11:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL