تحصين الوطن وحمايته
 

على مدى التاريخ الإسلامي لم يطل الفكر المتطرف برؤوسه العفنة إلا وأساء للإسلام الحنيف بجلب الفتن والأخطار، وما أطل فكر ضال إلا وتحول إلى إرهاب وترويع الآمنين.

وها هو بيان وزارة الداخلية التفصيلي قد صدر تأسيسا على الأمر الملكي وترجمة له، والذي نص على المعاقبة بالسجن لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة، والانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية والفكرية المتطرفة، وذلك انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة، في دينها، وأمنها، ووحدتها، وتآلفها، ومن واجب ولي الأمر نحو سد الذرائع المفضية لاستهداف منهجنا الشرعي من قبل المناهج الوافدة، التي تتخطى ضوابط الحرية في التبني المجرد للأفكار والاجتهادات إلى ممارسات عملية تخل بالنظام، وتستهدف الأمن، والاستقرار، والطمأنينة، والسكينة العامة، وتلحق الضرر بمكانة المملكة، عربيا وإسلاميا ودوليا وعلاقاتها مع الدول الأخرى بما في ذلك التعرض بالإساءة إليها ورموزها. لقد حدد بيان وزارة الداخلية قائمة بالمحظورات الأمنية والفكرية على المواطن والمقيم وإمهال المشاركين بالقتال خارج المملكة 15 يوما إضافية لمراجعة النفس والعودة إلا وطنهم. وهذا البيان يعني بدء مرحلة جديدة يحتاجها الوطن والأمة، بعد أن استفحل خطر الفكر الضال المحدق بنا وبالأمة، وشرور تيارات وحركات وجماعات وأحزاب رأينا كيف مكروا بأوطانهم ويسعون في الأرض فسادا ويستهدفون أنحاء الأمة، بعضهم باسم الدين، والدين الحنيف منهم ومن مكرهم براء، والبعض اختطفوا أوطانهم إلى مستنقع الفتن ونفق مظلم من الفوضى باسم الحرية والديمقراطية وما هي إلا شعارات وأقنعة زائفة لتمرير مخططات خبيثة تستهدف الأمة، لتكون غنيمة لهم ولأطماعهم، وأداة لخدمة الأعداء بتحقيق نظرية الفوضى التي تعني تدمير الشعوب نفسها بأيديها وبفتن لا تنتهي إلا بحرق الأخضر واليابس. إن هذه المرحلة الدقيقة تستوجب تعزيز تحصين الوطن باستنفار الوعي المجتمعي للالتزام بمقاصد الأمر الملكي وتفصيلات البيان، وتستوجب دورا أعظم وأكثر فاعلية من مؤسسات المجتمع كافة، والتعليمية والدعوية بشكل خاص، ونحمد الله على نعمة الأمن وتآلف شعبنا الوفي. حفظ الله وطننا وأمتنا من الفتن، وجعل كيد الكائدين في نحورهم.

ابراهيم اسماعيل كتبي
عكاظ