![]() |
إمام المسجد و مبادئنا
مبدئيا، لنتفق أنه لا يوجد مجتمع أو مؤسسة إلا وبداخله قلة يستغلون المواقف والظروف لإشباع غرائزهم، أو يبحث أحدهم عن أي ثغرة قانونية أو غياب للرقابة ليسرق أو يزور؛ لهذا من المفترض ألا يفاجأ المجتمع حين تنشر صحيفة «عكاظ» خبرا عن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي حاول الهروب بتقديم استقالته بعد افتضاح أمره بأنه يستلم ثلاثة مرتبات من ثلاث جهات حكومية «إمام مسجد وخطيب ــ عضو في الهيئة ــ جندي».
إذ أن هذا من طبيعتنا البشرية بأن يعيش الإنسان في صراع داخلي بين مبادئه وبين رغباته أو غرائزه التي لا تكترث بالقيم والأخلاق وتلح على الإنسان أن يشبعها، وإن تنازل عن مبادئه مقابل إشباع غريزة الطمع لديه، وثمة كثر ينتصرون في هذا الصراع الأبدي على غرائزهم، وقلة يسقطون في شرك غرائزهم، فيهبطون بإنسانيتهم إلى مصاف كائنات بلا مبادئ أو قيم. هؤلاء القلة أو مبادئهم وأخلاقهم من المفترض أن تبدو واضحة لأفراد المجتمع، فلا يتجادلون حول القضية أو يخوضون صراعا بين مدافع ومهاجم، وأن يضغط الجميع على محاسبة من ارتكب جريمة محاسبة عادلة، ولكن ــ للأسف ــ هذا ما لا يحدث، إذ سرعان ما يهاجم أفراد المجتمع بعضهم البعض، وثمة من يتطرف في هجومه بأن هذه حملة ضد الإسلام، مع أن الإسلام بريء من كل من يلبس ثوب الدين ليسرق، وعلينا حماية الإسلام ممن يشوهونه. وهو نفس الصراع الذي خاضه أفراد المجتمع في قضية «دكتور يقدم نفسه كشيخ وداعية» سرق كتابا، هو كذلك نفس الصراع حول الأموال التي بددت في مشروع «غزال»، إذ كتب البعض مقالات تدافع عن هذا المشروع الفاسد، هو أيضا لا يختلف عن الصراع الذي خاضه أفراد المجتمع حول «القاضي المسحور»، وووو... إلخ. وهذا ما يجعلني أسأل: مِمّ صنعت مبادئنا؟ فهؤلاء القلة الذين خسروا حروبهم مع غرائزهم، والذين أتعاطف معهم ومؤمن بندمهم، وإن كنت لا أسمح لتعاطفي أن يطالب ببراءتهم، مبادئهم واضحة إذ أباحوا السرقة والغش والخداع لأنفسهم، أو هذا ما حدث لهم في لحظة ضعف. بيد أن مبادئ بعض أفراد المجتمع الذين يدافعون عن السارق محيرة وضبابية وغير واضحة؛ لهذا تساءلت: مِمّ صنعت مبادئنا؟. صالح ابراهيم الطريقي عكاظ |
الساعة الآن 12:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL