شوارعنا.. محلات تجارية بلا حدود
 

لا أملك إحصائية عن عدد المحلات التجارية بالمملكة بمختلف الأنشطة، ولا يمكن القياس عليه من خلال السجلات التجارية، فالسجلات لا تحصي كل نشاط ومهنة وحرفة تمارس التجارة، ولكن الملاحظ لدنيا أن شوارع بلادنا بلا إستثناء لمدينة ومنطقة، أن شارع 100 متر أو 80 مترا أو 60 أو 40 وحتى 30 مترا لا تخلوا من «دككاين» تجارية من بقالة لخباز لبنشر لمطعم لصيدلية لحلاق لسباك لإداوات بناء وسباكة وكهربائية وملابس وأحذية ولا يمكن لي حصر الأنشطة، السؤال هنا، هل هذا الأنتشار للمحلات بشوارعنا بهذه الصورة التي لا تستثني شارعا داخل المدينة يتم وفق دراسة وجدولة وحصص وأننا فعلا نحتاج كل هذه المئات من المحلات التجارية التي اصبحت سمة غالب شوارعنا، لن تستثني شارعا وفق المقاسات التي وضعت إلا نادرا.
هل نحن بحاجة لكل ذلك؟ هل نحن بحاجة لمطاعم بشارع واحد لا يصل 2 أو 3 كيلو لعدد يقارب 40 مطعما؟ أو شارع ب10 حلاقين؟ وهكذا يتم القياس، والتناسق بين المحلات غير موجود، فمثلا تجد خباز بجوارة محل العاب أو مواد بناء، مطعم بجوارة صيدلية أو محل إطارات، وهكذا لا تناسق ولا ضبط المهم محل تجاري فقط ايا كان النشاط، الواضح انه غير منسقة فلا يوجد انسجام بين المحلات التجارية ابدا.
اعتراضي هنا على محورين، الأول كثرة المحلات بصورة شوهت المدينة، وزادت الزحام وهذا يسبب هدر كبير للدولة من خلال البنية التحتية من توصيل خدمات كهرباء وماء ومواقف وغيرة، والزحام له اثر وهدر الطاقة له اثر وهكذا، والمحور الثاني هذه الكثرة للمحلات تشجع على الأستهلاك بصورة سلبية، فحين يوجد مطاعم بعدد 40 مطعما أو 30 مطعما؟ هل هذا منطقي وهو بشارع واحد، هذه لا أصنفها ضمن «حرية التجارة» بل اصنفها ان عشوائية وتشوية للمدنية وهدر للطاقة للدولة مثل الكهرباء والطرق والزحام وهذا يحتاج موظفي دولة من رقابة ومتابعة وغيرة، فكثرة المحلات التجارية بهذه الصورة اصبح مشوه وتنافس اصبح يقتل كل من يفكر بعمل حر منظم، يجب تقنين هذه المحلات اولا بضبط الشوارع ماذا تحتاج طبقا للأحياء المجاورة، كم المسافة بين كل صاحب نشاط ونفسه، لا أن توضع محلات تجارية من اول الشارع إلى أخرة بصورة مشوهه وسيئة وتكدس كبير، شارع بطول كيلو متر يكفي سوبر ماركت واحد تتوفر فيها المواقف وكل الخدمات، مطاعم مقننه، صيدلية محددة، وتوزع بين المتنافسين بين الشركات، لماذا لا نستخدم مثلا اسلوب المجمعات بالأحياء بدلا من الشوارع التي تكدست من الزحام وتترك الطرق والشوارع لحركة المرور، فالمعاناة كبيرة من شوارع تضيق بها المحلات وهذا مشاهد.
اعتقد ويجب أن نعيد النظر في منح تراخيص المحلات في الشوارع، وهذا دور البلديات، فليس كل محل يوافق عليه، ويجب أن تقنن، وتنظم المحلات وتتناسق وتضبط، ليسهل ان تقدم الخدمات ويسهل رقابتها ويسهل تنظيمها ويحققون أيضا ارباحا ويستمرون ايا كان النشاط، نحتاج «نظام» للمحلات في الشوارع، لا يكفي ان يكون الشارع واسع لكي اغرقة بمحلات تجارية، وتصبح مدينة تستنزف كل طاقتها وتصبح خارج السيظرة رقابيا، اين دور البلديات لإعادة تنظيم شوارعنا والمحلات التجارية

راشد محمد الفوزان
جريدة الرياض

رد: شوارعنا.. محلات تجارية بلا حدود
 

اخوى الفارس
يعطيك العااااااااافيه