![]() |
عندما يضحي بك خروف العيد !!
تحولت أضحية العيد إلى هاجس للجميع، وباتت تتصدر أحاديث المجالس وعناوين الصحف والقنوات الفضائية، في ظل الصمت العجيب من وزارتي الزراعة والتجارة اللتين يفترض بهما ضبط الأسعار وحماية المستهلك من عمليات الغش والتدليس والتلاعب بالأسعار في سوق الأغنام.
هذه المبالغات في سعر الأضحية التي نسمعها ونراها فاقت إعانة حافز وبعض الرواتب المتوسطة والضعيفة، والمخاوف أنها ستفوق المهور ربما. أصبحت الأضحية هم كبير على بعض الأسر، ويفقد فرحة العيد الكبير كما يطلق عليه، ولا نعلم من هو الضحية هل هو خروف العيد أو المضحي به، بسبب الأسعار المبالغ فيها. وبين هذا وذاك، استعدت الماضي الجميل ونحن في مرحلة الطفولة عندما كنا نتسابق فيه على الذهاب لسوق الأغنام برفقة آبائنا لرؤية المواشي والتباهي أمام رفاقنا بأننا زرنا أسواق «الأحد والثلاثاء والجمعة»، والتي تجلب فيها المواشي بكل أنواعها، وقبل السؤال عن السعر تجدهم يتفحصون الأغنام من أسنانها (ثني، رباع، سديس، صافّة أو تامة، قارح)، وكذلك ظهرها لمعرفة مستوى اللحم وقياس الذيل أو ما يسمى (الإليه) لقياس الشحوم ونتعلم في سن العاشرة طرق الذبح والسلخ والطهي وتمرسنا على ذلك. اليوم، بات الوضع مختلفا لدى جيل الآيباد الذي يخاف من المواشي، ولا يعرف مسمياتها أو سلالاتها، ولا يميز بين الرخل والجفرة، ولو زرت حلقة الأغنام هذه الأيام لو جدت متسوقات من النساء، فالأب أحيانا لاه في مشاغله والزوجة تتحمل عنه الأعباء، وتجدها تذهب للحلقة برفقة السائق وأولادها الذين يتأففون من روائح الحلقة ولسانهم يردد «إيش هذا القرف»، متناسين أنها تزين موائدهم وتطفي جوعهم في المنازل والرحلات وغيرها. جيل اليوم تفنن من صغره في ترديد الأغنية الشهيرة «خاروفي خاروفي.. لابس فروة صوفي.. له قرنين واربع إجرين.. يأكل برسيم يصبح سمين ...هم هم هم»، بل راقت لهم وطرأت عليها تعديلاتهم، ومنها: «خروفي ياخروفي.. ماء ماء ماء.. يا لابس بدلة صوفي.. ماء ماء ماء.. ليك قرنين واربع رجلين.. تأكل كتي وتبقه سمين.. وندبحوك على العيد الكبير»، هذا وهم لم يتم اصطحابهم لتلك المواقع التي منها يتعلم واقع في الحياة لا يجب أن يندثر ولا تحل بديلة اللحوم المجمدة أو المجلوبة من المسالخ أو المطاعم. أثق بأن حلقة الأغنام لن تشملها زيارات مندوبي الزراعة أو التجارة أو حماية المستهلك التي نسمع عنها، بل ستحظى بزيارات مراقبي البلدية التي لا علاقة لها بالأسعار أو أساليب الغش، مثلما هي ثقتنا بأن الحال لن يتغير، طالما ترك الحبل على الغارب، وعلى المتضرر البحث عن كوبونات الأضاحي وبربع ثمن الأضحية التي يستفاد منها في الملاهي والاستراحات ووجبات السمك والدجاج، وكل عام وأنتم بخير. عبد العزيز الحارثي عكاظ |
رد: عندما يضحي بك خروف العيد !!
اخوى الفارس
كل سنه وانتم بخير |
الساعة الآن 10:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL