يا وزارة الصحة - صحتنا !
 

غريب أمر وزارة الصحة، ومكمن الغرابة أنها إلى الآن صامتة حيال أعظم اكتشافين طبيين تم التوصل لهما ويحققان نسبا عالية جدا في الشفاء، وهما علاج الفيروس الكبدي ومرض السكري

ومن يتابع القنوات المصرية سيلحظ الاحتفاء الحكومي والشعبي باكتشاف دواء لعلاج الفيروس الكبدي وإعلان الحكومة تكفلها بعلاج مواطنيها وفتح القنوات الفضائية لإقامة ندوات حوارية عن العلاج المكتشف وكيف سوف تتم المعالجة مع فتح وزارة الصحة بوابة لتسجيل المرضى وتحديد مواعيد لعلاج كل الحالات. ووزارتنا الميمونة لم تتكرم علينا حتى بالبشارة وهي تعلم تماما أن مرض الكبد الوبائي ينهش نصف مليون من المواطنين وهي التي ألمحت أن 400 ألف آخرين قريبون من المرض وتقول إحصاءاتها إن معدل الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي «C» يبلغ حاليا نحو 2580 حالة سنويا.

ومع كل هذا، مارست الوزارة طريقة (سمع.. هس) وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم..

وتعلم الوزارة أيضا الكارثة الصحية التي حلت بالمجتمع من جراء مرض السكري والتي وصلت نسبته الحدود القصوى حتى أن بعض الإحصائيات قالت إننا نحتل بهذا المرض المركز الأول عالميا. ومع اكتشاف الدواء طارت كل الدول عبر وسائل إعلامها مباشرة بهذا الإنجاز الطبي ولم نسمع شيئا من وزارتنا.. لم يخرج مسؤول ليقول لنا سوف نتكفل بتوفير الأدوية الجديدة (للمرضين) وسنتكفل بعلاج المرضى (على الأقل الحالات المتقدمة).

يمكن للوزارة أن تمارس هذا التكتم إلا أن فرحة المرضى بهذين الخبرين لن يخفيهما تكتم الوزارة..

والذي نريده الآن خروج أي مسؤول من الوزارة يخبرنا (حتعالجونا وإلا لا..) وإن كان هناك علاج فهل ستصل مواعيد الوصول إلى العيادات سنة وسنتين؟ فقط نريد أن نعرف، فمن حالته متقدمة يستطيع السفر لأقرب دولة وأخذ العلاج بدلا من أن يموت وهو ينتظر مواعيدكم.

الحرقة في الكلام تأتي على قدر الصراخ الذي لا يسمع.. وكل اكتشاف وأنتم صحيحو السمع والنطق.

عبده خال
عكاظ