متى نضع حدّاً لهذه الحوادث ؟
 

وهي الحوادث التي تتعرض لها المعلمات والطالبات والتي تفضي إلى وفاتهنّ، والتي مع الأسى تتكررعاماً بعد عام، ولا يبدو في الأفق أنها لن تتكرر في المستقبل، ولن ننسى أبداً في هذا الصدد الحريق المروّع، الذي حدث للمدرسة المتوسطة رقم 31 للبنات في مدينة مكة المكرمة في 11 مارس 2002، وهو حريق تسبب في وفاة 15 فتاة داخل المدرسة، وقال شهود عيان إنّ هناك من منعهن من الخروج بحجة عدم ارتدائهن للحجاب، وتلت ذلك حوادث أخرى من حريق إلى اصطدام حافلاتهن بسيارت أخرى، وإلى عدم تمكن رجال الإسعاف من الدخول إلى جامعة الأميرة نورة لإنقاذ فتاة مشرفة على الموت، وآخرها حدث بالأمس حين تعرضت حافلة تقلهن بالقرب من جامعة الأميرة نورة، وأصيبت فيها سبع فتيات، وقد قيل من البعض، ومنهم مع الأسف مسؤولون إنّ هذا قضاء وقدر، ومع إيماننا بالقضاء والقدر، إلاّ أنّ منطقهم مرفوض، لأنها حوادث نجمت عن أسباب واضحة للعيان، فهي إما أن تكون نتيجة لإهمال في الصيانة، أو نتيجة لحوادث المرور، أو نتيجة غلو وإيغال في مسألة ارتداء الحجاب لفتاة تهرب في الموت، والهلع ينسيها أن ترتدي الحجاب، وكلها يمكن تلافيها أو الحدّ منها، وقد فعلته دول أخرى، وأصبحت أقلّ منّا في حوادث المرور، فمتى نفعل ذلك ؟ أم إننا من القوم الذين وصفهم المتنبي بعدم القدرة على التمام ؟

عابد خزندار
جريدة الرياض