مواردنا البشرية و النمو الاقتصادي
 

يجري تصنيف الدول والبلدان اقتصاديا بحسب درجة اقتنائها لاستخدام المعرفة، فالمجموعة الأولى تضم الدول التي ما زالت حبيسة دائرة الاستخدام المكثف لمواردها الطبيعية وعناصرها الأولية دون تطوير يذكر لهياكلها الإنتاجية ومواردها البشرية، بحيث يظل إنتاجها قاصرا على السلع الأولية والخدمات التقليدية منخفضة القيمة.
وتشمل المجموعة الثانية قائمة الدول التي خرجت للتو من دائرة اقتصاد الإنتاج إلى آفاق أرحب من الكفاءة الإنتاجية كمقدمة لدخولها في اقتصاد المعرفة.
أما القائمة الثالثة والأخيرة، فتشمل الدول التي يقوم اقتصادها على المعارف والابتكارات والتطبيقات التقنية، وهو ما أهلها لترسيخ قواعدها في اقتصاد المعرفة وما نتج عنه من رخاء مستدام.
وإذا ما أردت أن تعرف موقعك كمواطن في متوسط الإنتاج الاقتصادي أو موقع بلدك، فعليك تجاوز التقاريـر «الوصفية» المعمول بها في أدبيات إصدار التقاريـر الحكومية، واذهب مباشرة إلى خانة النتائج والأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل والصادرة من هيئات ومراكز دراسات محايدة.
فالدراسة التي قام بها «منتدى الرياض الاقتصادي» ــ على سبيل المثال ــ تشير إلى أن متوسط مساهمة الموظف السعودي لا تتجاوز ثلث مساهمة نظيره في الاقتصاديات الناشئة وليس المتقدمة، وهذا الثلث المتدني هو بالتالي نصيب التنمية البشرية في مكونات النمو الاقتصادي، وهو نصيب يعد من الأقل على مستوى العالم أجمع.
أين تقع يا سيدي.. وأين يقع بلدك في ضوء هذا التصنيف؟.

عيسى الحليان
عكاظ