الإرهاب يزيد وحدة الوطن
 

عملية إرهابية جديدة حدثت في مركز سويف الحدودي بمنطقة الحدود الشمالية. فقدنا في هذه العملية إخواناً لنا من أبناء الوطن الذين يدافعون عن أمن الوطن بكل إخلاص وشجاعة. فقدناهم وهي خسارة مؤلمة للوطن ولعائلاتهم رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته. فقدناهم ولكننا لن نفقد التلاحم والتماسك والشجاعة للوقوف في وجه الارهاب ومكافحته لأنه وباء يهدد سلامة الجميع.
هذا الارهاب له وجه اجتماعي آخر إذ كشفت أحداثه عن تعزيز وحدتنا واصرارنا على حماية الوطن، وحماية الانسان في كل مكان من فكر مجنون ليس لديه حلول غير القتل والتفجير والأحزمة الناسفة، والانتحار من أجل قضية ليس لها عنوان ولا شكل ولا مضمون. ونقول لحرس الحدود قلوبنا معكم، أنتم حراس الوطن، ولكن الأمن مسؤولية الجميع، والارهاب يستهدف الجميع. نحن في سفينة واحدة، وإذا لم نكن معكم هناك على الحدود فمن واجبنا أن نقف معكم بوسائل وطرق مختلفة كل حسب موقعه ومسؤولياته.
أول وأهم موقف وطني هو ألا يكون بيننا مواقف رمادية تجاه المنظمات الارهابية مهما كانت مبرراتها ومهما كان فكرها وأهدافها. الأمن لا يقبل الجدل، الأمن خط أحمر، وحين يقتل الأبرياء والأطفال، وتغتصب النساء، فلن نفتح ساحة للحوار والجدل حول فكر الارهاب ومبرراته، ولن نصنف المنظمات الارهابية ونقارن ونبحث عن مخارج تبرر عمليات بعضها، لأن كل المنظمات الارهابية يجمعها عوامل مشتركة هي أن هدفها في الحياة هو إنهاء حياة الآخرين وتدمير الأوطان وقتل الأبرياء، والغدر والكذب والخداع من خلال التستر بالدين.
إن هذه العملية الارهابية الأخيرة وغيرها هي رسالة جديدة تذكرنا بأهمية الأمن ونعمة الأمان حيث لا حياة ولا عمل ولا تنمية ولا رخاء بدون أمن وهذا الأمن هو منا والينا، ولذلك فان الارهاب يعزز مواقفنا الرافضة للفكر المتطرف ويقوي وحدتنا الوطنية ويفشل المخططات التي تستهدف وطننا.
هذا هو الارهاب، يضرب ضربات جبانة ولكنه سوف يخسر في نهاية المطاف سواء ما يستهدف وطننا أو الأوطان الأخرى فالعالم كله يتوحد ضد الارهاب يدفعه دافع مشترك هو أن الارهاب عدو للحضارة والانسانية.

يوسف القبلان
جريدة الرياض