![]() |
لوعة النبلاء تعلو فوق أصوات السفهاء
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، غادرنا وقد غرس محبته في قلوب الجميع. كما غادرنا وقد وضع لبنة مهمة في مكانة المملكة محليا وعالميا. فأحبه الشعب السعودي وشاركه في هذا الحب عالمنا العربي والإسلامي. وما شهدته المملكة خلال الأيام القليلة الماضية من توافد لقيادات العالم الا دليل دامغ على تلك المكانة وتلك المحبة. ولكن في ظل لوعة كل النبلاء في الداخل والخارج على فقدان الملك الصالح ورجل المبادرات العالمية، ابت بعض الأصوات النشاز الا ان تطل بوجهها القبيح . وبدأت تلك القلوب المريضة بافراز صديد حقدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر صيحات غواغائية في بيوت الله، ولم تراع حرمة المكان والزمان ولا حرمة الميت . فإلى أي حد استشرى مرض عمى القلوب والبصيرة ببعض أبناء امتنا العربية والإسلامية؟ استطيع الإجابة عن هذا السؤال أولا بقول الحمد لله تعالى انها مجرد جيوب ظلامية مدحورة وشرذمة قليلة متناثرة في مناطق هوامش التاريخ والجغرافيا. وقد يقول البعض طالما انها كذلك فلماذا تلتفت لها في هذا المقال؟ وأقول انه الحزن على هذه الامة التي لا تزال تسمح بأن تخرج فيها تلك الأصوات النشاز في ظرف هي احوج ما تكون الى وحدة الصف ودعم الشقيق لا استنهاض الخصومة معه. وهي جوهر كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للأمة عند توليه الحكم. وهي وحدة الصف التي أراد أن تكون رسالته التي يظهر فيها سمو المشاعر والترفع عن تلك الترهات. ولكنني كمواطن سعودي عربي مسلم تؤلمني تلك المواقف النشاز في احلك ظروفنا التي تمر بها المنطقة. فالمملكة العربية السعودية مدت يدها للجميع بالسلام والوئام والمساندة ورأب الصدع وتعزيز الوحدة ولذلك تزعجني مواقف الجحود.
وهنا اعبر عن موقف لكي نرى الجانب المضيء الذي دعانا له الملك سلمان بدعوة وحدة الصف. وهنا برزت في ذهني متابعة مشاعر النبلاء من حول العالم وتلك الصور الجميلة التي احتلتها بلادي وقيادتنا في قلوب العالم. وكيف تحولت الرياض كما من قبل الى مزار لقيادات العالم. وقد عايشت ذات المشهد العالمي من قبل عندما غاب عنا ملوكنا السابقون يرحمهم الله. فكل واحد منهم قد ترك في هذا العالم بصمة الاخوة والسلام والدعوة نحو نبذ العنف وتحكيم العقل. انها مملكة الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة. فمشاعر الاخوة في الخليج تشعر بحميميتها من خلف شاشات الواقع الرقمي . وتلك المشاعر الفياضة من ارض الكنانة تجعلنا اكثر فخرا بوقوف ملكنا الراحل مع اهله في مصر وعودتها قوية في طليعة العرب لوقف الإرهاب والتواطؤ لتفتيت الامة. وهناك مشاعر من مشارق الأرض ومغاربها ومن بقية بلاد الاشقاء العرب او بلاد المسلمين. ومن اليابان شرقا الى الامريكيتين غربا. رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو رجل المبادرات العالمية مثل مبادرة السلام الى مبادرة حوار الأديان الى مبادرة محاربة الإرهاب والى مبادرة العلوم والترجمة وغيرها ما يصعب حصره في مقال. لم تكن مبادرات طنانة في الاعلام وإنما اعطى مع كل مبادرة آلية عمل ومركز تنفيذ. وهي المراكز التي كانت ستحظى أيضا بمتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بل اكاد اجزم ان نبلاء العالم ممن قام بواجب العزاء سيلمس تتابع المبادرات السعودية التي ستبهر العالم فملكنا هو رجل الإنجاز. أقول الإنجاز لأني اعيشه منذ طفولتي في مدينتي الرياض التي كانت من بيوت الطين وسكيك "الدحو" الى عاصمة عالمية نتباهى بها، ويقف وراء هذا الإنجاز العظيم "سلمان العطاء" . وهو مدرسة تعلمت منها عن قرب الكثير الذي ساحرص على مشاركة القراء الكرام بما تعلمت في مقالات قادمة باذن الله. د. فهد الطياش جريدة الرياض |
الساعة الآن 06:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL