جهنم مصير المفترين على الله
 

يوم كثرت وسائل النشر الإلكتروني المتعددة الأسماء رجونا أن يستخدمها العقلاء من القوم فيما يرضي الله وينفع الناس.

لكن كم تألم الصالحون من الذين يخافون يوما ترى الناس فيه سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، وذلك لما تحمله تلك الوسائل من هذيان وسخف وأقوال لا تصدر في بعض الأحيان إلا من الذين لا يعقلون بكل أسف، والشواهد على ذلك كثيرة.. وكثيرة جدا.

.. ولكم عجبت.. وتألمت من تلك التغريدات التي يريد منها أما منع النساء من دخول المسجد الحرام أو منع الشباب. فقد نشرت «الحياة» بتاريخ 23/3/1436هـ :

أثار داعية سعودي موجة من الانتقادات الواسعة، بعد إطلاقه تغريدات يصف من خلالها الحرم المكي الشريف بالمكان الخطر على النشء.

وقال الداعية السعودي عبدالله الفيفي عبر تغريدة أطلقها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الحرم المكي خطر على الشباب بسبب الانفلات الحاصل في الحجاب والاحتشام، ولهذا أصبح الكثير يصد عن الذهاب إليه».

والأنكى من ذلك أنه عندما استنكر الناس كلامه وانتقده الكثيرون من خلال «التغريدات» الكثيرة .. فعاد من جديد للتوضيح أن كلامه فسر بطريقة خاطئة من «الليبراليين» ــ على حد قوله ــ إلا أن هذا التفسير قوبل بمزيد من الانتقادات والسخرية اللاذعة. فعاد يحاول التوضيح حسب تقديره فقال في رسالة أخرى عنونها بـ«اعتذار وتوضيح» أن ما ذهب إليه «الليبراليون» من تفسير لكلامه غير صحيح، موضحا أنه كان يقصد بكلامه ما يشهده الحرم المكي من انفلات حاصل من بعض النساء من ناحية الحجاب والاحتشام، الذي أصبح يمثل خطرا على الشباب.

لا شيء في كلامه غير أنه فسر الماء بالماء وإلا فإن الحرم يشهد هذا الاختلاط منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

والأسوأ من ذلك ما طالب به داعية آخر ــ وفق ما تقول الحياة أيضا ــ ونصه :

وكان داعية سعودي طالب بهدم المسجد الحرام بشكل كامل، وإعادة بنائه من 10 أو 20 أو 30 طابقا، منعا لاختلاط الرجال بالنساء، بحيث يؤخذ في الاعتبار الفصل بين الجنسين فيه. وقال الداعية في مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الفضائية إن الاختلاط في المسجد الحرام حول الكعبة المشرفة بين الرجال والنساء اختلاط محرم.

عجب ومنكر أن يفتري الداعية أن هناك تحريما لاختلاط النساء بالرجال في الطواف، وهو كما يعلم الجميع اختلاط لا ريبة فيه.

السطـر الأخـير :

قال الله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله الكذِب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين}.

«الصف : 7»..

عبد الله عمر خياط
عكاظ