![]() |
الإرهاب القوي و المسؤولية الضعيفة
أكانت حربُ العراق سببَ الإرهاب الذي تُهدَّد به بريطانيا، أم كان السببُ في علامات العنجهيّة والتعالي التي ينمّ عنها بعض السلوكات الغربيّة حيال الثقافات الأخرى، فإن بريطانيّين كثيرين جدّاً يشاركون الإرهابيّين رفضهم تينك الحرب والعنجهيّة.
وهؤلاء سبق لهم، كما هو معروف، أن أنزلوا الى شوارع لندن إحدى أكبر التظاهرات التي عرفها تاريخ أوروبا. كما أن البيئة التي صدروا عنها هي التي أقامت، في بلدهم، «المجتمع التعدّديّ ثقافيّاً وإثنيّاً» الذي لا يكتفي بقبول الاختلاف، بل يحضّ عليه ويتباهى به. لكن الإرهاب الإسلاميّ يؤثر التحرّك خارج المجال العريض هذا، غير عابئ بوجوده أصلاً أو بمعارضته لما «يعارضه» هو. لا بل إن العنف الذي مارسه ذاك الإرهاب، ويمارسه، يستهدف أولئك المعارضين البريطانيّين تماماً مثلما يستهدف غيرهم. وهو واقع يقول إن الإرهابيّين هؤلاء ليسوا فقط كارهين للسياسة، مبدأ وممارسة، بل هم، كذلك، كارهون للبشر. فالإرهاب الفوضويّ مثلاً، وهو الذي ضرب أوروبا ما بين أواخر القرن التاسع والحرب العالميّة الأولى، استهدف الحكّام والسياسيّين ورموز السلطة والثراء أساساً، نائياً بنفسه عن أذيّة «الجماهير» ممن اعتبرهم «حلفاءه الموضوعيّين». وبالقياس هذا، فإن الارهاب الحاليّ الذي لا تمييز فيه، يرى في كلّ من يسعى على الأرض، وكلّ ما يدبّ عليها، أعداء «موضوعيّين» له. وهو لئن كان أبكم لا يتكلّم، فالمدهش أنه حين يفعل، يرفق عدوانيّته بلغة دفاعيّة عن المظلوميّة والضحويّة مما يتعرّض لها الإسلام والمسلمون في سائر الكون! لهذا بدأنا نرى بعض الأوساط التقدّميّة تقليديّاً، في بريطانيا وفي عموم أوروبا، تراجع حساباتها في ما خصّ العلاقة بالذين كانوا يدافعون، حتى الأمس القريب، عن «حقّهم في الاختلاف»، متنبّهين الى أن «الاختلاف» آخر ما يسعى إليه هؤلاء المتجانسون جداً ممن لا يقرّون لأبسط اختلاف عنهم بحقّ الحياة. ذاك ان سلوكهم هذا ولغتهم التي تخلو من كلّ مقارنة أو قياس، يحملان على الظنّ أننا حيال ظاهرة ذهنيّة قبل أن تكون أيّ شيء آخر. فالسياسة والثقافة والاقتصاد لا تحتلّ فيها موقعاً يُذكر، فيما الطاغي عليها تخلّف كامل عن هذا العالم وبرم به، ما خلا بعض نتاجاته التقنيّة القابلة للاستخدام العنفيّ. وهما تخلّف وبرم يدفعان الى تفكيك المعاني التي يقدّمها العالم هذا، والى نزعة تدمير وقتل لما ينطوي عليه أو يزخر به. وغنيّ عن القول إن أقصى فلاسفة التسامح تسامحاً رأوا أن الدفاع عن استمرار المجتمع المتسامح وعن مؤسّساته يتقدّم في الأهميّة على مبدأ التسامح مع غير المتسامحين. فالظاهرة تلك، وهي خطر على أبسط إشارات التمدّن، لا تحضّ الجمهرة العريضة من المسلمين على أوسع الإدانة والشجب فحسب، بل على مهمّتين أخريين قد تكونان، على المدى البعيد، أهمّ: التنصّل منها، مما لا بدّ ان يقود الى مراجعة الموقف من العلاقات داخل دين واحد أو داخل شبكة قرابيّة أو وطنيّة ما، والإمعان في دراستها والانكباب على استخلاص النتائج التي تكفل إنضابها في المجتمعات الإسلاميّة وفي الأوساط الإسلاميّة في بلدان الهجرة الأوروبيّة. والحال إن الأرهاب لا يزال ينمو بأسرع كثيراً، وأوسع كثيراً، من محاولات تطويقه عبر الإدانة والتنصّل والدرس، مما هو مسؤوليّة المسلمين اليوم. بقلم / حازم صاغية |
رد: الإرهاب القوي و المسؤولية الضعيفة
مشكــورٍ على المـوضوع الاكثر من الرائع ويعجبـي اهتمامك بالسياسـه اللي ما اطيقهآ هههههه على العمـوم دع الظالم في ظلمـه
يسلـموا وتــقــبل مرورٍي http://www.alhowaitat.net/uploader//photos/1299.jpg |
رد: الإرهاب القوي و المسؤولية الضعيفة
شكرا لمرورك اخي الكريم
|
رد: الإرهاب القوي و المسؤولية الضعيفة
اخي الآتي
ان من كتبوا عن الارهاب وحتى اللحظة لم يستطيعوا ان يخرجوا بتعريف ثابت للأرهاب . هل هو قتل المدنيين الابرياء او قتل منطقة كاملة بما فيها من عسكريين ومدنيين . ام قتل النساء والاطفال والشيوخ ...... الخ..... لك التحية |
رد: الإرهاب القوي و المسؤولية الضعيفة
اقتباس:
|
الساعة الآن 03:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL