عيد ( الغلابا ) يا معالي الوزير
 

تهافت الناس للتعليق الساخر على إحدى الشخصيات الاعتبارية في دولة شقيقة عندما قال: سيحل يوم العيد بعد نهاية شهر رمضان مباشرة.

تذكرت تلك السخرية اللاذعة وأنا أقرأ عن نية وزارة الشؤون الاجتماعية صرف معاشات الضمان الاجتماعي لشهر شوال في السابع منه.

فهل تأخر العيد يوما عن موعده؟

هو سؤال لا يقل سماجة عن الإجابة التي قالت بها تلك الشخصية الاعتبارية.

فالوزارة تعلم أن العيد سيحل في موعده منذ مئات السنوات، وأن للعيد أفراحه الخاصة التي لا تنتظر موعدا غيره، وأن مستحقي الضمان هم فئة من فئات المجتمع لن تؤجل فرحتها إلى اليوم السابع من قدوم العيد.

ومعلوم أن هذه الفئة ألفت على تسلم دخلها الضئيل في بداية كل شهر وعليه نظمت حياتها واحتياجاتها وفق هذا، وليس معنية بمشاكل الوزارة و(لخبطتها)، أو أن الوزارة سهت عن الموعد أو أنها لا تعرف بأن العيد يأتي في موعده فلا يصح الاعتذار بأن مصادفة بداية شوال تأتي مع إجازة العيد التي تكون عطلة في الوزارات والبنوك المحلية، وعلى هذا العذر (غير المبرر) عزمت الوزارة على تأخير الصرف إلى السابع من شوال.

وقد كان العذر الثاني للوزارة في عدم دفع راتب شوال، عذرا يدين الوزارة ويؤكد على تقاعسها حين ذكرت أنها أنهت قبل أيام صرف معونة رمضان التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين لمستفيدي الضمان الاجتماعي أي أن المعونة تأخرت أيضا وألغت الاستفادة من وجوبها لمواجهة متطلبات شهر رمضان .

الآن، وبعد أن وقع الفأس في الرأس (وهذا ما يقع على رؤوس هؤلاء المساكين في كل عيد) يمكنني توجيه سؤال لأي مسؤول في هذه الوزارة، ماذا سيكون وضعك لو لم يتم صرف راتب شهر رمضان ووعدوك بأن تستلمه في السابع من العيد، فكيف ستواجه متطلبات أسرتك ..وهل ستقترض لكيلا تفوت أولادك فرحة العيد أم ستؤجل فرحتهم وملابسهم وألعابهم إلى اليوم السابع لكي تشارك الفقراء عيدهم المؤجل.

أعتقد أن مثل هذه القرارات تعد تجاوزا حتى وإن لم تتم إدانتها قانونا.

فيا معالي الوزير آلاف من الناس فرحتهم معلقة.

عبده خال
عكاظ