لتتنوع وسائل معالجة الإرهاب
 

تتوالى الأنباء والتقارير الأمنية الكاشفة عن ضبط المزيد من خلايا الإرهاب وزعزعة الأمن، وهي وإن كانت مبشرة ومطمئنة عن توفيق الله لرجال الأمن ويقظتهم وخلخلة خلايا الإرهاب المدعومة من أهل الشر والفساد والأطماع الخارجيه إلا أن القلق يدعونا إلى المزيد من تكثيف الجهود وتنويع الوسائل والتكتيك التي من شأنها تلمس مفارص الزلل ومنابع الفتنه وهذا إجراء أمني وشرعي، ليس على الصعيد الرسمي فقط بل على الصعيد العام أيضاً والشعبي. ولا شك أن هذا مطلب مهم وضروري وإن تأخر كثيراً فلا بأس أن نبدأ بترتيب الأولويات بإشراف رسمي مبرمج، صحيح اننا لا نطالب الجهات الرسميه بأكثر مما تعمله لكن الإشراف الرسمي ضروري ولو لم يكن مباشراً، وفعاليات المجتمع كثيرة ومتعددة تعتبر مناخاً مناسباً وجاذباً لصياغة رسائل الوعي والإرشاد ومن ثم التوجيه بقيادة فكرية آمنة بعيدة عن الملوثات.
ومما يلحظ أن من بين المتورطين في العمليات الإرهابية عناصر لم تسافر ولم يسجل عليها سوابق إجرامية أو جنائية مما يوجب تنويع المعالجه والبدء من المنزل بتكثيف برامج تشجع الأب والأم على القيام بدور الناصح والموجه إذا بدا على ابنهم ما يدل على بوادر اللوثة الفكرية وهذا يتضح من النقاش معه ومراقبة تصرفاته ومع من يجتمع ويلتقي، وإذا استمر الابن في التهرب من مراقبة والديه فلا أقل من الإبلاغ عنه لتتولى جهات الاختصاص التحري وقطع الشبهة باليقين، ومن المنزل إلى المدرسة والجامعة ومكان العمل، كل تلك البيئات جديرة بان تفعّل عناصرها وتساهم في مراقبة المجتمع والحفاظ على مكتسباته، وللجامعات دور بارز في دعم ذلك التوجه بما تضمه من خبرات وإمكانات بحثية وعلمية تساعد على صياغة التوجه وقيادته وضمان نتائجه في تعاونها مع الجهات الأمنية، هذا الأمر يكاد يكون حتمي الحدوث وتتطلبه احتياجات المرحلة الحالية والمقبلة وصياغة المشروع تتطلب تضافر الجهود وتكاتف الخبرات ولا شك أن الأثر سيكون إيجابياً بمشيئة الله. حمى الله بلادنا ومجتمعنا وأمتنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين أعداء الدين، وبارك لنا في قيادتنا الرشيده وحفظ الله لنا أمننا.

د. محمد بن عبد العزيز السليمان
جريدة الرياض