![]() |
الرد على طهران يحتاج أعلاماً وليس إعلاماً
الدعاية الإيرانية الموجهة للبلاد العربية عامة والمملكة خاصة تعتمد على نخبة سياسية وفكرية مختارة، أي تقوم على أعلام لهم نشاطهم السياسي ومسؤولياتهم المعروفة للعامة فأي مسؤول إيراني عندما يحذر أو يهدد يلتفت العالم إلى تصريحاته حتى لو كانت لا تستند إلى منطق، وقس على ذلك جميع النخب السياسية الإيرانية المشاركين في صناعة الدعاية الإيرانية الموجهة، ففن استخدام السلطة في الدعاية أحد المرتكزات التي تقوم عليها الحجج الإقناعية الإيرانية المخادعة، وهذا يقوم على قاعدة ان الناس تستمع للقوة والسلطة في الخطاب أكثر من الخطاب ذاته..
كذلك تقوم الدعاية الإيرانية على بناء نماذج عربية موالية لها يتصدرون المشهد العام مثل حسن نصرالله في لبنان، وإعطاء هذا النموذج شرعية البقاء وفي حال نصرالله شرعيته تكون بأن وجوده يتمثل في وظيفة مقاومة إسرائيل، وأما في العراق تحرص على صناعة "العميل" بما تحمله هذه الكلمة من معنى سلبي، وتصر على تقديم الموالين لها في العراق بصورة عملاء أي أن ولاءهم لإيران هو الشيء الضامن لبقائهم بالسلطة، فهؤلاء يتحركون آلياً للدفاع عن المصالح الإيرانية والتصدي للحملات الإعلامية عليها مثل ما يعمل الآن بالضبط السيد نوري المالكي في هجومه على المملكة. حرصت الدعاية الإيرانية أن تجعل الدفاع عن قضايا الأمة تقوم على جهود أشخاص وطهران تقوم باحتضانهم مثل ما تعمل في السابق والآن مع خالد مشعل، أما في الخليج فتعتمد على صناعة النخب البرلمانية وإعطائها بعض أسرارها الإستراتيجية ليبلغوا بها دولهم لكي تخلق حالة من الاحتياج لهم في داخل بلدانهم، وبعد صناعة النخب يأتي دور وسائل الإعلام كمسوق لخطب وأعمال هذه النخب، إضافة لحصر أعمال وسائل الإعلام بدور المزعج الذي لا يمل، فكلما زادت حدة إزعاجها كلما استطاعت أن تفتح لها نافذة تأثير على جمهور جديد لم يكن يستمع لها في السابق مثل إصرارها على تصدير الإزعاج لمملكة البحرين الشقيقة. المطلوب الآن أن يكون لنا أعلام يتصدرون المشهد ويناضلون بوجه الدعاية الإيرانية ونخبها كجزء من مسؤولياتهم وليس تطفلاً على الإعلام مثل ما نشاهده من بعض المحليين الإعلاميين الآن، رجال الدين الشيعة العرب عليهم مسؤولية كبيرة تجاه شعوبهم وأوطانهم، فالصدق مع المذهب تتطلب إنقاذه من حبائل الدعاية السياسية التي أوقعته إيران فيها، فلنستعجل بإيجاد مرجع شيعيعربيhttp://cdncache-a.akamaihd.net/items...rrow-10x10.png يتصدر مهمة تفنيد الدعاية الإيرانية والرد عليها، وكذلك انتقاء نخب فكرية لها تاريخها في النضال السياسي والعالم العربي غني بهؤلاء، فابتعادنا عن الرجال القادرين على إحداث اختراق فكري وسياسي في جدار الدعاية الإيرانية، سيزيد مكاسب طهران ويضاعف خسائرنا، فدعاية التقارير والمحللين تشبه تماماً حالة طلب مشاركة فرد من الجمهور في لعبة كرة القدم أمام فريق قوي، فمهمة الجمهور التشجيع وليس تسجيل الأهداف. د. مطلق بن سعود المطيري جريدة الرياض |
الساعة الآن 07:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL