الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

يمكننا بكل صدق الحديث عن تطور مميز في مجال مشاريع الطريق الرابطة بين معظم مدن ومحافظات المملكة فهي من حيث الجودة تضاهي أمثالها في مدن العالم المتحضر على الرغم من أن بعضها يصل طوله لنحو ألف وخمسمائة كيلومتر بحكم اتساع جغرافية بلادنا، ولكن هذه الطرق الواسعة المميزة محرومة من الخدمات الأساسية التي يحتاجها الإنسان المسافر برا، وهنا تبدأ المقارنة بين الطريق التي لدينا وبين الطرق التي رأيناها في العديد من الدول التي زرناها وبعضها ينتمي لعالمنا الثالث الذي نتحدث كثيرا عن محاولات للخروج منه إلى العالم الأول الأرحب، فالطرق لديهم لا تخلو من استراحات ومحطات مكتملة الخدمات يمكن أن يلجأ إليها المسافر عند حاجته للتوقف فيها سواء لاستخدام دورات المياه بها وهي دورات نظيفة راقية أو للاستراحة بها لساعة من نهار أو ليل وتناول وجبة خفيفة ثم يواصل سيره نحو هدفه، ولا يسير الإنسان في طرقهم مسافة تزيد على ثلاثين كيلومترا إلا ويجد لوحات إرشادية تشير إلى وجود محطة وقود أو استراحة مسافرين أو خدمات سيارات، وتكون اللوحات قبل مسافة مناسبة من الوصول إلى المحطة أو الاستراحة، وكلها تقع تحت الإشراف الصارم من حيث النظافة والأسعار ومستوى الخدمات لأنها تعتبر واجهة أساسية لبلدانهم، وهم لا يودون أن ينخفض مستواها وينعكس ذلك سلبا على سمعة تلك البلدان وأهلها وما فيها من سلطات بلدية ورسمية، فإذا عدنا إلى طرقنا التي أنفق على إنشائها مئات المليارات من الريالات وأخذنا مثالا لانعدام الاستراحات المناسبة بين المدينتين المقدستين على سبيل المثال فإن الصورة الذهنية لن تكون حسنة بل هي في غاية السوء للأسف الشديد، والأمر نفسه ينطبق على الخطوط المؤدية إلى الرياض والمنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية، وكأن خدمات الطرق هي خدمات ثانوية غير مهمة، ولذلك لا يحفل بتطويرها أحد على الرغم من جميع ما كتب حول الموضوع على مدى عقود من الزمن!

محمد احمد الحساني
عكاظ