![]() |
السلاح المعنوي للمواطنة
.. اعجبني احد الافاضل رفض اقامة حفل زواج لابنته مفضلاً اقتصاره على الاقارب في حفل مختصر معللاً ذلك بما يعيشه الوطن من مواجهة مع اعداء الله والمعتدين في الحد الجنوبي، وكذلك ماتعيشه الامة الاسلامية من اوضاع فيها الفقر والتشرد والحرب، وبصرف النظر عن المسببات الخاصة لهذا الاجراء من مشاركة لاحد افراد الاسرة في ميدان الشرف والشهادة، او رفض لمبدأ الاسراف وماينتج عنه من كفر النعمه نسأل الله العافيه، لكن يكفيه الاحساس والمشاركة المعنوية والتي يفتقدها البعض مع الاسف الشديد في مجاهرة غير مقبولة شرعاً او عقلاً على الصعيد الاجتماعي حتى ولو كان المنطلق عادات وتقاليد او مناسبة عامة، فمقاطع التواصل الاجتماعي تعج بالمشاهد المزعجة في هذا الشأن فترى موائد تحتوي ما لذ وطاب تُودَعُ في صناديق النفايات، نرى ونسمع مباهاة ومفاخرة وعطايا لمجرد ان شخصاً فاز في الانتخابات البلدية ولو دعي اولئك لمساعدة فقير او مساهمة في عمل خيري لما رأيت هذا السباق.
المناسبات العامة يجب أن تتسم بالجدية بعيداً عن الاسفاف والمظاهر المثيرة التي لايناسب وقتها الآن، وكذلك ربط اي مناسبة عامة ببث روح المواطنة واستشعار النعم التي نعيشها ونعمل على حمد لله وشكره عليها قولاً وفعلاً بتجنب ماقد يؤدي الى كفرها والعياذ بالله، في الوقت نفسه جميل ان يلغى اوبريت الجنادرية، وجميل ان يوقف مهرجانات مزايين الابل، وجميل ان نرى جمهور المدرجات في مباريات كرة القدم يشاركون بلوحات وطنية وحماسية وغيرها، ويكون جميلاً لو ان معارض الكتب ركزت في الامسيات التي تقام على هامشها على مواضيع في الشعر والادب مايتعلق بالحضارات وتاريخ المملكه وارثها الثقافي ونتاجها الادبي الذي يعكس نضالها وفاعليتها في الوطن العربي والاسلامي، وغير ذلك من المواضيع ذات الصلة، كما يكون من الجميل لو حفزت وشجعت الاندية الادبية المؤلفين والادباء على التأليف في فضح العقائد الباطلة والاهتمام في جميع الفروع الادبية والثقافية بما يخدم ويرسخ الرسالة الوطنية والعقدية، المهم ان يكون هناك اسشعار بالمسؤولية ومساهمة اجتماعية جماعيه على مختلف الاصعدة الخاصة والعامة وصولاً الى وعي كنا ولازلنا ننشده في المواطن السعودي ليكون مميزاً بأخلاقه وادبه وثقافته ويخيب من يظن ان المواطن السعودي يسعى وراء الملذات. وحقيقة ان مواطنينا اهل للتميز لو أرادوا ووجدوا من يحتضنهم والارادة العامة نتاج لارادة فردية تبدأ مني ومنك والله الموفق. د. محمد بن عبد العزيز السليمان جريدة الرياض |
الساعة الآن 06:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL