رهان و تكيف للوطن
 

تبادل المواطنون الرسائل المكتوبة والمسموعة عبر هواتفهم المنقولة عن الميزانية لهذا العام.

وجل تلك الرسائل اتخذت من الحكمة سبيلا بالمقارنة ما بيننا وبين كثير من الدول في مستويات العيش وفوارق الأسعار، وقد جاءت بعض الرسائل الصوتية المرسلة من أفراد في الوطن العربي تحذر المواطنين من أي انفعال غير محسوب يضر بالوطن، ناقلين مأساة بلدانهم، مقدرين حالة الأمن التي لا تشترى بأي مال.

وقد توالت الرسائل المقدرة للظرفية الراهنة وإظهار ما يجب على المواطن التحلي به من تكيف مع وطنه مقابل كل النعم التي يعيش بها وفيها.

وخروج الميزانية في الظروف الراهنة يمكن أي فرد من استيعاب المعضلات العالمية والإقليمية لتعرض نسبة النمو إلى النزول أو الثبات، بسبب تكلفة الحروب والتكتلات وانخفاض أسعار النفط (من 114 دولارا للبرميل إلى 35 دولارا) كون المعروض من النفط يقابله ضعف الطلب أدى إلى نزول حاد في أسعار النفط.

ولأن دخلنا الوطني يعتمد أساسا على النفط كان بالضرورة أن يحدث تراجعا في الواردات ومع ذلك كانت آراء المحللين ميالة إلى مقدرة بلادنا على التكيف مع هذه الحالة باتخاذ عدة وسائل كخفض الإنفاق وتنوع مصادر الدخل مع الاتكاء على الاحتياطات المالية السابقة المدخرة.

وبالرغم أن الخبراء اقترحوا خفض دعم السلع والخدمات والرواتب إلا أن المؤشرات جميعها اتجهت الى إبقاء الحياة المعيشية في حالة ثبات وإن حدث تغير طفيف على أن لا يؤثر تأثيرا جسيما على حياة الفرد..

وإن كانت الحلول المثالية في مثل هذه الأوضاع تحتم جملة سياسات اقتصادية كتغير السياسة التوظيفية وترحيل الوظائف من القطاع العام إلى القطاع الخاص وتخفيض الإنفاق على المشاريع والبرامج الاجتماعية.

وإذا كان العجز محفزا للالتفات إلى تعدد مصادر الدخل وإصلاح العملية الهيكلية نكون محظوظين بأن نستوعب أهمية الاعتماد إلى مداخل جديدة وانتشال الهمة لتقوية مصادرنا التي ظلت في سبات عميق لسنوات كثيرة.. وهناك عشرات المصادر التي ظلت في إهمال فليكن هذا العجز بابا مفتوحا لأن نهتم ولو قليلا بما حبانا به الله.

عبده خال
عكاظ