الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

طقوس وعادات أهالي شمال سيناء في رمضان

الإفطار الجماعي في الديوان أو المقاعد لا يسمح فيه بالتخلف إلا للمرض أو السفر

بدو سيناء لا يتناولون الأسماك نهائيا طوال شهر رمضان

شباب الدواوين القريبة من الطرق يستوقفون السيارات المارة قبيل الإفطار لمنحهم العصائر والتمور وأحيانا الوجبات الجاهزة

التجمعات القبلية تفرض غرامة على المتخلفين عن صلاة الفجر في رمضان

القضاء العرفي يحصل على إجازة إجبارية طوال الشهر والعقوبات "مربعة" يعد شهر رمضان لدى أبناء شمال سيناء هو شهر الكرم، ونبذ الخلافات القبلية جانبًا، وشهر المودة والرحمة، ولرمضان طقوس كثيرة لدى أهل الصحراء في شتى المجالات سواء المأكل أو المشرب أو العادات والتقاليد والقضاء العرفي.

وتعتبر اللقاءات الجماعية من أبرز مظاهر هذا الشهر الكريم، حيث يتم تجمع الأهل عقب صلاة العصر مباشرة وحتى موعد تناول طعام الإفطار، ويتم فرض غرامة على من يتأخر عن صلاة الفجر، وتقوم القبائل بذبح الماعز والخراف في آخر جمعة لرمضان وتسمى الجمعة اليتيمة.

ومن بين العادات الجميلة ببادية سيناء، الإفطار الجماعي في الديوان أو المقاعد، والذي يحضره جميع أبناء العائلة، ولا يسمح فيه بالتخلف إلا لعذر المرض أو السفر، فالرجال يتناولون إفطارهم في المقاعد، والنساء يتناولن الإفطار في المنازل، ويقوم كل فرد من أفراد العائلة بإحضار إفطاره من منزله قبل المغرب، وبعد صلاة المغرب يبدأ في تناول إفطاره هو وأولاده ثم يتوزعون على الموائد لمباركة الطعام، وهذه العادة عند بدو سيناء فيها تنوع للطعام الذي يقدم، فإن كان هناك ضيف أكل من الطعام الذي يفضله ويعجبه دون حرج.
والبدو لا يأكلون على موائد مرتفعة لاعتقادهم أنه لا يجب أن يكونوا أعلى من الطعام، وأن الأكل على موائد منخفضة «سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم»، ولا يستخدمون الملاعق في تناول الطعام، بل يأكلون بأيديهم، ومعظم طعامهم من اللحم ولا يتناولون الأسماك نهائيا.

وطوال أيام رمضان، تقوم العائلات والقبائل بنحر الذبائح وإطعام الضيوف والمدعوين، ويطلق علي هذا النوع من الطعام "الرحمة" لأن فيه صلة رحم وتواصل ما بين القبائل، وتبدأ الزيارات والدعوات على موائد الغفطار في الدواوين والمقاعد، وبعد الإفطار يجلس الجميع حول النار التي توقد وتجهز من بعد صلاة العصر وتستمر حتى السحور وتوضع فيها بكارج "جمع بكرج وهو الإناء الذي يصنع فيه الشاي"، الشاي والقهوة، ويستمر شرب الشاي والقهوة حتى موعد صلاة العشاء، وصلاة التراويح والتي يصليها بدو سيناء في عشرين ركعة.
وفي الليلة السابقة لآخر جمعة في رمضان ينحر البدو الذبائح، مع دعوة الأهل والأصحاب والأقارب على الوليمة، والتي تسمى هذه الجمعة "اليتيمة".

ويقوم الشباب بالدواوين القريبة من الطرق السريعة وطرق السفر قبيل الإفطار بالوقوف على الطريق، طوال الشهر الكريم وتوقيف السيارات المارة وإعطائهم العصائر والتمور وأحيانا الوجبات الجاهزة، ودعوتهم إلى المقاعد والدواوين لتناول وجبة الإفطار، وأحيانا يتم إجبار المارين على الطرق السريعة بالتوقف وتناول الطعام بما يدل على الكرم المفرط.

وتقوم بعض الدواوين والزوايا المجاورة للمساجد داخل التجمعات القبلية بفرض غرامة عن المتخلفين عن صلاة الفجر، خاصة في رمضان عن طريق دفع مبلغ مالي يوضع في صندوق بمعرفة شيخ القبيلة ويتم توزيعه على الفقراء قبيل نهاية رمضان، أو عن طريق غرامة عينية مثل إحضار كيلوجرام من السكر والشاي لاستخدامه في الديوان من أجل المحلية "أصحاب الديوان" أو الضيوف.

ومن عادات بدو سيناء توقف التقاضي ونبذ الخلافات في رمضان، فالقضاء العرفي في إجازة إجبارية طوال شهر رمضان المبارك في صحراء سيناء، وأي جلسات عرفية يتم تأجيلها لما بعد الشهر الكريم، وبعد الستة أيام البيض التي يبدأ أهل بادية سيناء في صيامها ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
والعقوبات في الاعتداء على الحقوق خلال شهر رمضان مغلظة لعظمة هذا الشهر، فالحق الذي تصدره المحاكم العرفية التي تعقد بعد رمضان، لاعتداءات وقعت في شهر رمضان تكون مربعة "أي أربعة أضعاف"، ما لم يتنازل المجني عليه عن حقه إكراما للحاضرين.

ويقول سليمان العياط، باحث في التراث السيناوي، إن القضاء العرفي في سيناء يتوقف خلال الشهر الكريم، حيث يتفرغ الناس للعبادة وقراءة القرآن، كما تقل المشكلات في أيام الشهر الكريم، علاوة على أن حفلات الزفاف يتم تأجيلها، حيث يفضل إقامتها خلال أيام العيد، بينما يتم عقد القران بدون إقامة أفراح.
وعن عادة ختان الذكور، فإنها تتوقف تماما خلال الشهر الكريم لعدم إسالة الدم، ويشهد هذا الشهر الكريم حالات الصلح بين الأزواج وعودة الوئام بين أفراد الأسرة احتراما لهذا الشهر الكريم الذي تعم فيه البركة والرحمة والعتق من النار.

وتقوم الأسر البدوية بتنظيم زيارات في شهر رمضان لبناتهن ممن تزوجن من خارج القبيلة ليشعر أصهارهم بمكانة الابنة وقدرها عند قبيلتها، ويمنع عقد الزيجات نهائيا في شهر رمضان في المجتمع البدوي، ويتم تأجيل كل مظاهر الزواج والخطبة إلى العيد.