سرقوا رمضان !!!!!
 

في كل رمضان من كل عام تطل علينا فضائياتنا المصونة بشعارات أصبحتُ أضيق بها ذرعاً عاماً بعد عام. فهذه ترفع شعار "رمضان يجمعنا" وتلك "رمضان نوّر سمانا" والثالثة "رمضان قمرنا" وهلم جرّا من الاستخفاف بمعاني هذا الشهر من خلال عرض كل ما لا يمت لرمضان من حيث معناه ولا مبناه بصلة أو سبب!. تملق رخيص لمناسبة ذات بعد ديني وثقافي واجتماعي في ذاكرة المجتمع وإعادة صياغة لهذه الذاكرة بشكل مشوّه لغاية تحقيق أرباح مادية لا أكثر!.
شهر رمضان المبارك، عيد الفطر السعيد، موسم الحج الأكبر، عيد الأضحى، مواسم تحمل صبغة إسلامية واجتماعية في غاية الخصوصية، مناسبات ذات أبعاد إنسانية سامية تملك أن تؤثر في العالم أجمع، يعرض إعلامنا اللامسؤول عن روحانيتها وخصوصيتها إعراضاً قبيحاً مع سبق الإصرار والترصد في لا مبالاة وانفصال عن أي قيم اجتماعية أو دينية يحملها أو حتى احترام لخصوصية مشاهديه المغلوب على أمرهم!.

ما دخل رمضان بكم الدراما العربية الفاشلة التي تقتات منذ عقود على بقايا عقول صدئة وانتهازية!! ما دخل رمضان بكم الكوميديا السقيمة التي تفترض فينا شللا عضوياً وعقلياً حتى تتمكن من إضحاكنا أو الضحك علينا!! ما دخل رمضان بكم الفوازير وبرامج المسابقات المتخلفة التي تقوم على أساس ادفع ثم فز!!. كل هذه المواسم ذات الخصوصية الدينية والاجتماعية قروناً من الزمن تستلب من ضمير المجتمع وذاكرته الثقافية من قبل عصابات مرتزقة لا يهمها كم التشويه الذي تحدثه بآثارها العفنة!. إذا كانوا ولا بد فاعلين فليبتعدوا عن التمسح بقدسية هذا الشهر الكريم وليبقوا لنا شيئاً من روحانيته نحفظها لأجيال قد تأتي لا تدرك من رمضان إلا طاش وغشمشم ومناحي!.

بقلم محمد بازيد