![]() |
فضاء مفتوح و عالم مغلق
أكثر من ثلاثمائة محطة فضائية عربية، تقول الاحصاءات أنها منتشرة بيننا، وأن 30% منها سعودية، ولأن عصر الحجب والمنع من أزمنة ما قبل البث الفضائي انتهى عصرها فإن الموضوع يتعلق بأخلاقيات هذه المهنة، وطالما أن "عرب سات، ونايل سات" هما من يقوم بتأجير المحطات وبثها، فالخطورة لا تنشأ من خلال المحرّم، والحلال، وإنما من الفوضى الصعبة التي اتخذت من قتل القيم أو تشويهها مذهباً لها..
فمحطات للسحر، وأخرى للدعارة شبه المستترة، وثالثة للسياسة، وأخرى دينية ورياضية ترفع صوت التعصب والتحزب، وقبلية ومناطقية، وفي هذا الانفتاح المفرط يأتي التجني على المقدسات وحرمات الناس ونشر العصبيات، وتشويه التاريخ، وهناك من يزعم أنه الحر البعيد عن الاستقطاب يدعو للحرية واستقلال الفكر، وتوسيع دوائر الحكم الديمقراطي، بينما الممول دولة ما تعادي أخرى، وبدلاً من شراء الصحفيين و صحفهم كما جرى في الخمسينات إلى أوائل التسعينات صار من السهل استئجار طاقم كامل لمحطة يمكن أن تبث من دكان صغير في مدينة لا يهمها ما يجري في عالمنا وتعقيداته ومواقد النار فيه القابلة للاشتعال بقصيدة، أو تزييف صورة أو وثيقة، أو تحريك مذهب أو دعوة مناقضة لخلافات دينية، أو شتم دين آخر، قد تشعل صراعات تنتهي إلى تصفيات جسدية.. (الانترنت) عالم مفتوح، ليبراليون، يناقضون أصوليين، ودعوات لكيفية صناعة متفجرات، وتزييف صور، ودعوات إلحادية ومتشددة، وإرهابية، وتفسخ أخلاقي وديني يقابلها معارف وعلوم، وأرشيف مفتوح للمعلومات أياً كان نوعها وتقادمها في التاريخ.. هذا العالم الذي أصبح بين يدي، كل مشغّل لبث فضائي، أو مفاتيح جهاز (كمبيوتر) يستحيل أن يوضع تحت رقابة أحد أو سلطته، لكننا في المقابل نتشدد ونرفع أصواتنا بالنواهي والعملية ليست بتسهيل تلك الحالات، وإنما بإدراك أننا في عالم تختلط فيه الكشوفات العلمية الخارقة من علم الفضاء إلى هندسة الجينات، ومن الجريمة البدائية إلى المنظمة، ومع هذا الانتقال وتداخل العالم مع بعضه في تقاليده وثقافاته، وسلوكياته، لا يمكن الانعزال بغابة مغلقة أو صحراء مقطوعة الصلة بالعالم، وحتى لا تختل موازين الإنسان على أرضنا والذي نعرف أنه محكوم بضوابط، وضغوط، ونواهٍ، وانفتاح إلى حد التسيب أن نصل بثقافتنا التربوية إلى الإدراك بأن العصر سبقنا بمؤثراته وأنه بدون الحوار، والفهم الواعي، وإدراك أن لكل جيل مطالبه وعالمه المغاير لعالم ما قبله، فإن الفوضى بشروطها الصعبة، سوف تكون البديل، وأن ما نراه من انتشار لتقاليد وعادات وصلت إلى حد التحريم والعقاب عندنا، تحولت إلى جزء من سلوكيات من يقعون في قاع الفقر أو أعلى سلم في الغنى الفاحش، لهي البدايات لما هو أكبر. مع هذا التطور والذي تختلف حوله التفسيرات والقناعات، من أقصى من يدعو إلى الحرب على كل ما هو منجز حضاري بدءاً من الكهرباء، وانتهاءً بمعطيات الفضاء وعلوم الطب الحديث، وآخر رافض لكل القيم والأخلاقيات باعتبارها سلفية قاتلة للحرية، أن نجعل من الحضانة وحتى أعلى سلالم التعليم بيئة حوار وتعلم، إذ لم تعد عصا الأبوية والمعلمين، وثقافة المنع وغيرها وسائل تقدم لنا الحلول، فنحن في عالم انفتح فيه الفضاء على الأرض، ومن المستحيل تقييد الناس إلا برسم سياسات تربوية تلتقي مع العصر لكن بإيجابيات ما تعلمناه وورثناه من أخلاقيات.. بقلم / يوسف الكويليت |
رد: فضاء مفتوح و عالم مغلق
هي مسؤلية القائمين على محطات البث ومالكيها
ونرى ان نايل سات وعرب سات فتحت ابواب البث لكثير من القنوات المشبوه وحسب علمنا انها مملوكه للحكومات العربيه شكرا لك الطرح اخي الاتي الاخير |
رد: فضاء مفتوح و عالم مغلق
اخي الآتي
بارك الله بك على نقل الموضوع . وقد كتب عن ذلك الكثير والكثير ولكن ..... لاحياة لمن تنادي وقد وفى وكفى اخي المنسي وذكر زبدة الموضوع |
الساعة الآن 10:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL