الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=69)
-   -   انتكاسة للحوار القومي الإسلامي (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=8013)

الشهاب 22-12-07 12:41 AM

انتكاسة للحوار القومي الإسلامي
 
صحيفة الشرق الأوسط الدولية الأربعاء 10 ذى الحجة 1428 هـ 19 ديسمبر 2007 م
انتكاسة للحوار القومي الإسلامي
فهمي هويدي

تعرض الحوار القومي الإسلامي لانتكاسة عارضة في الاسبوع الماضي، حين عقدت جولة ثانية بأحد فنادق الاسكندرية في الفترة من 9 الى 11/12. تمثلت الانتكاسة فيما أثير أثناء المؤتمر من مداخلات أعادت إلى الأذهان قائمة الاشتباكات التي يفترض أنه تم تجاوزها في الجولة الأولى التي عقدت بالقاهرة عام 1989، وهو ما حول المؤتمر في نهاية المطاف من حوار قومي إسلامي إلى مساجلة بين المعتدلين القوميين والإسلاميين من جانب، والمتطرفين العلمانيين والشيوعيين في جانب آخر. وكانت النتيجة أن المؤتمر لم يكن بمثابة خطوة إلى الأمام، ولكنه بدا خطوة الى الوراء، عادت بمسار الحوار إلى ما كان عليه قبل عقدين من الزمان تقريباً.
في عقد الثمانينات، عقب زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، تنامى شعور القوى الوطنية بالخطر على القضايا المصيرية في العالم العربي، الأمر الذي سيصحب انتباها إلى ضرورة مد جسور بين تلك القوى، أملا في تأسيس كتلة واحدة على الصعيد الثقافي على الأقل، تحتشد لمواجهة الأخطار التي تلوح في الأفق، والتي أقنعت الجميع بأنهم في مركب واحد، وأن واجب الوقت أن يستعلي الوطنيون جميعا فوق ذواتهم وخلافاتهم للانصراف إلى ما هو مشترك من أخطار. وكانت تلك هي الخلفية التي دعت مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت للدعوة إلى مؤتمر الحوار القومي الديني الذي عقد بالقاهرة في عام 1989م.
ورغم أن أعدادا كبيرة من المثقفين العرب الذين اختلفت مشاربهم شاركوا في المؤتمر، إلا أن الطرفين القومي والإسلامي كانا يمثلان القوى الاصيلة في الواقع العربي، في حين أن التيارات الأخرى جميعا كانت ولا تزال تنسب الى الوافد من أفكار قدمت من وراء حدود بلاد العرب.
الباحثون من الطرفين الذين شاركوا في مؤتمر عام 89 كانوا خمسين من المثقفين البارزين في العالم العربي، من بينهم المستشار طارق البشري والدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور احمد كمال أبو المجد والدكتور احمد صدقي الدجاني والدكتور محمد عابد الجابري والدكتور رضوان السيد والسيدان جوزيف مغيزل ومحمود الناكوع. اما محاور المناقشة فكانت كالتالي: جامع العروبة وجامع الإسلام ـ الموقف من الفكر والمؤسسات الحديثة والتقليدية ـ تطبيق الشريعة الاسلامية ـ النظام السياسي، وأخيرا ممارسة كل طرف نقدا ذاتيا لتجربته.
بطبيعة الحال فإن المؤتمر لم يحسم خلافات القوميين والإسلاميين، لكنه حقق نتائج مهمة عدة، منها مثلا أنه وفر فرصة فهم كل طرف للآخر من خلال الحذر المباشر بينهما، الذي مكن كل طرف من أن يطرح أفكاره بل ينتقد ذاته بنفسه وعلى مسمع من الجميع. منها أيضا أن كل طرف أدرك أنه بحاجة للآخر كما هو من دون أن يتنازل عن أهدافه الأساسية فضلا عن مشروعه. منها كذلك أن المؤتمر كان بداية مرحلة فض الاشتباك بين التيارين، والتوافق على مواجهة تحديات المرحلة التي لم يختلف أحد لا حول تشخيصها ولا حول ضرورة الاحتشاد ضد تجلياتها وتداعياتها.
لم يكن متصورا ان يذوب الجليد بين الطرفين في لقاء استمر ثلاثة أيام. ولكن الحوار الذي تمّ شكل بداية لانعطافة من ذلك القبيل، ربما كان حصادها متواضعا على صعيد الواقع، ولكن أثرها كان كبيرا من الناحيتين الثقافية والفكرية، حيث خرج كل منهما مقتنعا بأن «الآخر» ليس شرا كله، وأن فيه بعض الخير الذي إذا أحسن استثماره فإنه ينفع الجميع على المستويين القطري والقومي. وفي كل الاحوال فإن التقييم المنصف لما جرى في مؤتمر عام 89 يشهد له بأنه كان خطوة إلى الأمام بكل المعايير، وإذا شئت فقل إنه شق طريقا واضحا لمن يريد أن يتقدم عليه، وتراوحت مواقف السائرين على ذلك الطريق بعد ذلك. فمنهم من واصل السير، ومنهم تعثر وأخفق، لكن الطريق ظل موجودا ومفتوحا منذ ذلك الحين وحتى اللحظة الراهنة. بدا من محاور المؤتمر أن الهدف هو تعميق التفاهم حول ما هو مشترك، وتوسيع دائرته ليشمل بعض الأوضاع المستجدة. لذلك فقد تراوحت تلك المحاور بين المواطنة والعولمة والجهاد والمقاومة والشريعة الاسلامية. واشترك في إعداد الأوراق والتعليق عليها حوالي 40 من الباحثين العرب من مختلف أقطار العالم العربي، منهم الدكاترة والأساتذة خير الدين حسيب وطارق البشري وعزمي بشارة وسمير أمين وحسن نافعة وجميل مطر أبو يعرب المرزوقي وأحمد الموصلي وسمير مرقس وعصام العريان وعبد الله جاب الله وصالح الجرشي وعبد الإله بلقيز وحيدر علي وآخرون.
لا مجال لاستعراض الأوراق التي قدمت ولا المناقشات العميقة التي دارت، ليس فقط لأن الحيز المتاح لا يحتمل ذلك، ولكن لأن ما استوقفني في جو المؤتمر، وما دعاني إلى إعادة فتح ملفه، هو الشطط الذي مارسه بعض المشاركين من غلاة العلمانيين والشيوعيين فعكّروا أجواءه. إذ برغم أن فكرة الحوار انطلقت من قبول كل طرف بالآخر، والتسليم بحقه في قناعاته واحترام مشروعه الفكري، إلا أن أولئك النفر من المشاركين صوبوا سهامهم صوب مشروع الطرف الاسلامي، ومن ثم عادوا إلى التشكيك في أمور تم تجاوزها، مثل موقف الإسلام من الديمقراطية، ومن غير المسلمين، والمرأة، وفكرة الدولة الاسلامية. ولم تكن تلك المداخلات بمثابة اسئلة تسعى الى استجلاء هذه الأمور من الطرف الإسلامي، لكنها جاءت أحكاما قائمة على عدم معرفة بالتعاليم والاجتهادات المختلقة بشأنها، وعلى انتقاء للسوابق التاريخية. فسمعنا لمن قال إن الدولة الإسلامية مصطلح تفجيري، وأن العلمانية هي الطريق الوحيد الذي لا طريق سواه لتحقيق الديمقراطية. وأنه لا يمكن أن تقوم للديمقراطية قائمة في الدول الاسلامية التي تقوم على مرجعية الشريعة. وقال آخر إن موقف القرآن من المرأة يتسم بالتناقض.
ترددت في أكثر من مداخلة الدعوة إلى ما سمي بخصخصة الدين، بمعنى اعتباره شأنا خاصا بالفرد وضميره، ولا علاقة له بالمجال العام، وهي الرؤية التي ينطلق منها العلمانيون. وفي سياق الغمز من قناة العمليات الاستشهادية وقف أحد الباحثين ليعلن أن الاستشهاديين يعانون من الكبت الجنسي، وأن التحقيق في أمر بعضهم في المغرب العربي بيَّن أنهم حين يذهبون لأداء مهامهم، فإنهم كانوا يوجهون عناية خاصة لحماية أعضائهم الذكرية، حتى يتمكنوا من استخدامها وهي سليمة مع الحور العين في الجنة، الأمر الذي بدا وكأنه تفسير جنسي لتاريخ الشهادة عند المسلمين!
مثل هذا الكلام لم يعبر عن روح وفاقية، ناهيك من استخفافه بعقول السامعين. وأسوأ ما فيه أن الآراء التي أطلقت في سياقه انبنت على أحكام مسبقة ترفض فهم وجهة نظر الطرف الآخر، الأمر الذي حول الحوار في بعض مشاهده الى محاكمة، المدعي فيها هو القاضي، الذي دخل إلى القاعة وفي جيبه حُكم الإدانة.
كل ما قيل كان ممكناً الرد عليه وتفنيده، وهو ما تم في بعض الحالات، لكن هذا المسار كان يعود بنا الى ما قبل مؤتمر 89، حين كانت الشكوك متبادلة وحين تصور البعض ان احد الطرفين ـ القومي أو الإسلامي ـ ينبغي أن يتنازل عن مشروعه. صحيح أن مشاهد الغمز والتجريح في التوجه الإسلامي كانت قليلة، ولكنها أطلقت روحا من خيبة الامل في المؤتمر، دفعت ببعض ممثلي التيار الاسلامي الى الاعتقاد بعدم جدوى الحوار.
أيا كان حجمُ ما قيل وقيمته، فإنه غدا نقطة سوداء في صفحة التفاهم والوفاق بين التيارين الإسلامي والقومي. وهو ما أدهش الإسلاميين واستفز المعتدلين من القوميين. لكن الأمر مع ذلك لم يخل من إيجابية، لأن الطرفين أدركا أنهما في صف واحد وأن لهم مشكلة أخرى مع التطرف العلماني ينبغي أن يحسم أمرها لكي يتواصل الحوار ويثمر، ولكي نرى نقطة في نفقنا المظلم

عبدالله الموسي 22-12-07 03:51 PM

رد: انتكاسة للحوار القومي الإسلامي
 
شــكراً لكـ على المعلومات التي كنت لاأعلمها

والله يأخي شي ينداء له الجبين

ولايسعني الا أن أقول

اللهم عز الأسلام والمسلمين ووحد صفوفهم وكلمتهم ولم شملهم،

وأحفظهم من كيد البغضاء والحاقدين،



الللهم آمين،،








تقديري

صفاء 22-12-07 11:25 PM

رد: انتكاسة للحوار القومي الإسلامي
 
مقال غني بالمعلومات القيمة والكثيفة

شكرا لك وبارك الله في كاتب المقال وفيك

تقديري


الساعة الآن 07:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL