2007 رحل بالاخفاقات الرياضية المتكررة
 

انصرمت منافساتنا معشر الرياضيين في هذا البلد في عام أشعث أغبر.. عام ليس كئيبا فحسب بل هو الأسوأ على الإطلاق للكرة السعودية.. فشلنا في تحقيق أي شيء يمكن أن نعتبره انتصاراً لرياضتنا حتى لو كان معنويا.. منتخبنا الأول يفشل في تحقيق كأس الخليج وكأس آسيا رغم الوصول إلى المباراة النهائية في كليهما.. الأولمبي يفشل في التأهل للأولمبياد رغم كل الظروف السانحة.. خروج جماعي لأنديتنا الكبيرة من جميع الاستحقاقات سواء في كأس آسيا للأندية أو في دوري أبطال العرب وحتِى في كأس الخليج ورغم تشبث الاتفاق في الرمق الأخير من المباراة التي جاءت في الرمق الأخير أيضاً من 2007، ولكن يبدو أن (الحشر مع الجماعة عيد)، وهكذا أرادها الاتفاقيون بالانضمام إلى اشقائهم في الأندية السعودية الذين أسقونا نحن المتابعين مرارة الخروج قبل أن يتذوقوه بأنفسهم.. فشلنا في كل شيء حتى في انتداب نجمنا الأول وقائد منتخبنا إلى أفضل دوري في العالم، وذلك ليفيد ويستفيد، ولكن كل شيء يتم بعشوائية يؤول إلى الألم لتنتهي الحدوتة بكل فصولها، وبذلك الشكل المضحك والمبكي ولا يهم الأن معرفة الأسباب الحقيقية للإخفاق بقدر ما هو الاتفاق على الاخفاق في نهاية المطاف... وقبل ذلك فشلنا في تحقيق شرف التنافس بين أبناء اللحمة الواحدة في منافساتنا المحلية فهذا مليونير حباه الله مالا وفيرا وعقلاً صغيراً يختطف لاعباً محترفاً بعد وصوله بساعات في مشهد يقترب كثيراً من مشاهد الأفلام السينمائية التي يتم تصويرها في غابات الأمازون.. وذلك لاعب دولي شاب في مقتبل العمر يتفنن في توجيه اللكمات الساحقة إلى وجه زميله بعد التمرين بسبب خلاف بسيط.. وفي أحد الأندية التي يتشدق انصاره بعالميته نزاع حاد ولجوء إلى المسؤولين حول تذاكر المباريات بين إدارة النادي والشركة الراعية والتي هي منهم وفيهم، ويبقى المشهد الأكثر تأثيراً في النفس في سقوط مريع للروح الرياضية ونحر للمبادئ يتمثل في إطلاق الاتهامات الصارخة للحكام والمسؤولين والتي تمس الذمة والضمير بسبب الشحن النفسي والاحتقان الزائد.. والأهم من هذا كله في رأيي هو أن هذا العام كان الأسوأ في الطرح الإعلامي وتعاطي القضايا المختلفة إعلامياً سواء عن طريق القنوات الرياضية والصحافة أو حتى المنتديات فقد تميز هذا العام بكثرة الغثاء وفتح المجال لكل من هب ودب كي يتحدث متى ما شاء، وأينما شاء في فضاء واسع بصورة تجعل الجميع يقولون ليته لم يتحدث أو حتى بالفم المليان (يازينك ساكت).

فهد العلي - الرياض