![]() |
من أجل الوفاء مع رموزنا الوطنية
يوسف الكويليت
لكل شعب أبطاله ورموزه من كلا الجنسين، وكما نرى في واجهات مدن العالم في الشرق أو الغرب، الجنوب والشمال، التماثيل والشواهد، وتوثيق تاريخ كل إنسان ساهم في نشاط عظيم لأمته في الاكتشافات والثقافة، والعلوم، والفنون بأشكالها المختلفة، نجد فرنسا لا تطبع - مثلاً - على عملاتها صور زعاماتها وأبطال حروبها، وإنما صور فنانيها باعتبارهم الشاهد الحضاري الأكثر شهرة ومساهمة في خلق ضميرحر للعالم كله.. في تاريخنا العربي الكثير من العظماء من أبطال وشعراء وعلماء لا نزال نتذكرهم ونقرأ سيَر حياتهم ونضالهم مع مجتمعاتهم، وما قدموه للتاريخ من فعل رائد، إلا أن الأزمنة الحديثة جعلت الجحود قضية عامة في كل الوطن العربي، حتى إن التاريخ أصبح تهمة تزيفه الشكوك، أو ترفعه المبالغات، أي لم يُكتب كسيرة تفاعلت فيها الأحداث الخيرة والشريرة، كأي أمة عاشت أطوارها الزمنية.. لا نريد الدخول في تشابك العلاقات التي دمرتها السياسة، ولكننا نريد الاحتفاظ برموزنا من مثقفين وفنانين، ممن كافحوا الأمية التربوية ورسّخوا الوعي، وما قدموه، على قدر جهودهم من نشاطات ساهمت في نشر ثقافتنا وتوسيع مداركنا.. على الصعيد التاريخي والأدبي هناك الكثير ممن لم يعطوا حقهم في التكريم ونشر كتبهم، أو إعادة طباعتها في كل مناطق المملكة.. فهناك قضاة وحكماء، ومدرسات فتحن بيوتهن لمحو الأمية، ورجال علم مثل الشيخ عبدالله بن خميس، وحمد الجاسر، والأساتذة العواد، والزيدان، والعقيلي، وعبدالله شباط، وعبدالكريم الجهيمان.. ومن الفنانين العديد مثل طلال مداح، وعمركدرس، وعبدالله محمد، وعبدالعزيزالهزاع، وآخرون من الشرقية والغربية والجنوبية، وشعراء كبار نبطي وعربي، ومؤرخون وجغرافيون وأصحاب مساهمات خيرة في إنشاء المدارس، وإيواء الفقراء واليتامى، ومؤسسو الصحافة، وتجار، وأصحاب مهن، وأطباء وغيرهم، قاوموا كل الظروف وقدموا مساهمات وصل بعضها إلى حد التضحية لا السعي للشهرة والوظيفة، وإنما للدوافع الإنسانية في خدمة المجتمع والوطن.. هؤلاء جزء من أسماء كثيرة، ألا يستحقون توثيق حياتهم ومساهماتهم وتذكرهم بوضع أسمائهم على الشوارع والمدارس، وبعض المؤسسات والكليات وأن نضعهم كجزء من تاريخنا في مناهجنا وثقافتنا العامة، والإبقاء على آثارهم في المتاحف والمراكز التي يؤمها الناس، وأن لا يقتصر ذلك على جنس دون آخر لأن للمرأة نفس الكفاح والأدوار العظيمة التي حافظت على كياننا فهي الأم والأخت والزوجة والراعية لبيتها والمربية لأبنائها، وحين نقف على مسافة قصيرة من تلك الرموز بإبراز حياتهم ومساهماتهم نكون أوفياء لهم ولتاريخنا.. |
رد: من أجل الوفاء مع رموزنا الوطنية
شكراً لكـ على الموضوع المميز
تقبل مروري |
الساعة الآن 09:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL