الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتدى المواضيع الاجتماعية و الأسرية (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=271)
-   -   اللحاف و القدمان - يوميات موظف (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=8703)

الفارس 22-02-08 06:23 PM

اللحاف و القدمان - يوميات موظف
 
اللحاف والقدمان مشهد من يوميات موظف



كان من أشد الناس إيمانا بتطبيق ذلك المثل الشعبي الذي يأمره بأن (يمد رجليه على قد لحافه)، كان يتكور فيه مثل جنين في رحم أمه، لكن اللحاف تمادى في الانكماش مثل ثوب من نسيج رديء اشتمّ رائحة الصابون . حتى لم يعد ثمة مجال لأن يطوي ساقيه أكثر لتظلا تحته .
لا يزال القمر هلالاً، لم يكتمل بدراً بعد . حينما فتح محفظته المريضة أصلا بالهزال وسوء التغذية ليدفع قسطا يعرف أن ثمن تأخيره سيكون باهظا، وهو ينقل بصره بألم بين فاتورة الهاتف، وفاتورة الكهرباء.. ويعيد في ذاكرته حساب مصاريف عائلته لبقية الشهر، في هذه الأثناء كان بين الوعي والإفاقة حينما مطّت المحفظة له لسانها كما لو كانت تسخر منه أمام عملية حسابية لا ناتج لها، تخيل أنها تقول له وقد تقمصت شخصية جراح أمام غرفة عمليات : أنت بين خيارين.. إما أن نضحّي بالجنين من أجل سلامة الأم، أو نضحّي بالأم من أجل سلامة الجنين .

ابتلع السخرية بمرارة . تماما كمن يتجرع ملعقة من دواء شعبي سيئ المذاق والرائحة، وغاص في أعماق ذاته يسأل نفسه: في هذه الحالة من هي الأم ومن هو الجنين؟ فإن تحاشى القسط و (غلاسة) المحصل الذي يبدو أنه جمع في رأسه ولسانه ثقل دم الثقلين، خاصة وهو يختار أسوأ الأوقات وأسوأ الأمكنة ليقوم بوظيفته، فلن يأمن شركة الكهرباء التي لم تعد تكتفي بالكرت الأحمر لتقطع عنه التيار بلا موعد، ولتحيل بيته إلى قطعة من الظلام الدامس نسيها الليل بحلول إفاقة الشمس، وإن فضّل النور فلن ترحمه شركة الاتصالات التي ستضخ في أذنيه كلما رفع السماعة أسوأ عبارة يشعر أن صداها يتردد في أمعائه : (عدم تسديدك للفاتورة أدّى لفصل الخدمة ....) .

وإن وإن ... فلن يجد بين شفتيه ما يُحبط به طلبا طفوليا طارئا لأحد أبنائه .

وقبل أن يسترد وعيه وينفض عن رأسه لغة اللوغارتمات هذه ، تذكر قضية اللحاف فوضع ذقنه بين ركبتيه وحاول أن يهرب ليلاحق نومه الهارب .

ترى كم يتكرر هذا المشهد في حياتنا اليومية؟ كم من الناس يعيش أزمة انحسار اللحاف بفعل دابة الأرض (الجشع) ونوم الرقيب؟


بقلم فهد محمد السلمان

عبدالله الموسي 22-02-08 06:55 PM

رد: اللحاف و القدمان - يوميات موظف
 
شكراً لكــ أخـــوي الفارس على الطرق لهذا الموضوع الجميل


وبلا شكـ أن هناك الكثير من الناس يعيش بمهذا المستوى أو على مقولة اللحاف

وهو لايكاد يوماً يخرج به محفظته ألا ومطت المحفظه لسانها له!!!

أي بمعنى لايوجد شي،


ولايجد هذا الانسان الا الحسرة والندم،والتفكير يقف وراؤه ويمد له الوراق تعتبر


فواتير الهرباء والهاتف،

ولاكن الأفضل أنه يتم تطبيق المثل بجديه حتى نتلاشى بعض الصعوبات التي قد تقابلنا،

ولانجعل المحفظه تسخر منا،


تحيتي

الشهاب 22-02-08 06:57 PM

رد: اللحاف و القدمان - يوميات موظف
 
موضوع رائع وطرح موفق

لك ارقى تحياتى سيدى الفارس


الشهاب


الساعة الآن 03:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL