الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد (https://www.alhowaitat.net/index.php)
-   منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية (https://www.alhowaitat.net/forumdisplay.php?f=69)
-   -   كنوز منسية (https://www.alhowaitat.net/showthread.php?t=9248)

الفارس 22-03-08 01:39 AM

كنوز منسية
 
مؤلم جداً أن يندثر العديد من تراثنا الشعبي، ويغيب دون توثيق، حتى إن أسواق الخردة التي تسجل تاريخ أوانينا، وملابسنا وفرشنا، والكثير مما كان يتواجد في منازلنا كاد أن يتحول إلى سلع يستفيد منها هاوي التراث، أو الأجنبي الذي يرى فيها صورة إنسان وتاريخ..
مثلاً هناك معمار هندسي رائع في الجنوب والشرق، والمنطقة الغربية باعتبارها أكثر تماساً مع العالم الإسلامي وغيره، ومع ذلك لا نرى استعادة تلك المنشآت بمعمار يستلهم أشكاله، والمحافظة على الباقي منه قبل أن تهدمه المعدات الثقيلة، ولدينا الشجر وخاصة النخلة التي سجلت حضورها في حياتنا طعاماً للإنسان، وعلفاً للحيوان ودخلت في معظم حياتنا، ومع ذلك لا نرى المصنوعات الشعبية التي غطت احتياجاتنا في مراحل عديدة، إلا في الجنادرية، أو بعض المدن التي لا تزال تحتفظ ببعض من لا يزالون يمارسون مهنة الزنابيل والبسط والأقفاص..

ثم نأتي للمطعم الشعبي الذي طالما كان يتطور مع تزايد الإمكانات والاحتكاك بالعالم الخارجي، ولعل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، هما الأغنى في تنوع الطعام ومذاقاته وعالمه الفني والذوقي، وهناك مناطق السواحل التي سجلت أطباق أسماكها الأكثر لذة، وكذلك الطبخات الشعبية في المنطقة الوسطى التي قامت في معظمها على القمح بمختلف مشتقاته، ولولا عودة بعض النساء لإعادة تلك الأكلات، لضاعت في ذمة "الهامبورجر" والشاورما وغيرهما..

فإذا كانت الهند، والصين والمكسيك تفاخر بانتشار مطبخها العالمي في أكبر المدن وأغلاها، فإن اللبنانيين وحدهم من عبر المحيطات ودخل ساحة المنافسة، ونحن لا نرى من هذا التميز العالمي إلا الكبسة، نعيش في مدن عربية على حياء وجلب للسائح الخليجي، بينما لدينا ما نقدمه بالعديد من الأطباق لو جاء من يفتح معاهد ويشجع بمبدأ المسابقة في الفنادق والمطاعم على أهم طبق ضمن لجنة تحكيم وطنية، لترتفع إلى الدخول في مسابقات عالمية، أسوة بمن دخلوا منافسات الأزياء وحصلوا على نتائج هامة في استلهام التراث والملابس التقليدية..

أيضاً لدينا الأهازيج والأغاني، والرقصات، والألعاب الشعبية القابلة للتحديث بوسائل جديدة، ومخزون كبير من التعليم التقليدي، وحتى الصناعات الخشبية والنحاس، والأحذية الجلدية، والقرب، وكل ما كانت تنتجه البادية من نسيج الصوف سواء بيوت الشعر أو السجاجيد، والخروج وما كان يزين الإبل، بدأ يطويها النسيان..

تدخل دول المغرب العربي، ومصر والسودان ومعظم دول الشام والعراق وتجد في السوق الشعبي نموذجها الحضاري قائماً ضمن المناطق السياحية والمعروضات التي تغطي المناطق التاريخية، وترى معالم الطبخ والصاغة والحياكة وغيرها محافظة على شخصيتها، وذات دخل كبير، ومع ذلك لا يوجد من ينظر لذلك بروح المحافظة على هويتنا الوطنية التي تُعدُّ مهمة السياحة وكل من يهتم بالتراث..


الساعة الآن 06:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL