[frame="2 60"]لست من تعرفين يا سيدتي
فأنا من أعوام ٍ
هاجرت بعيداً
عن مدن القهر و السطحية
و أحرقت دواوين الشعر
و ما رسخ في ذهني
من المعلقات
و القصائد الجاهلية
و تركت ورائي
أزمنتي
و رسائل عشقي
و بقايا أحلامي البنفسجية
و تركت التاريخ
لأنفض عن متني
ركاماً أورثني اياه
الغرور و النرجسية
وتركت الزمن يسافر في أوردتي
و رحلت بعيداً عن وطني
كي لا يصبح العمق
نوعا من الصبيانية
رحلت حين صار الصبح
يتدثر بالسادية
و يكتنفه الغرور و العنجهية
هاجرت هناك وحيداً
حتى لايصبح البوح
نوعاً من الطقوس الانشائية
العمق سيدتي
سيمفونية ٌتعزفها الأقلية
و احسبك الآن
متفرجة ً تتابع بشغف ٍ
كما يتابع الأغلبية
سيدتي هل تعرفين ماهية الاحساس؟
هل حفظت ِ الأبجدية ؟
هل أبحرت ِ في العمق ؟
أم لازلت تؤمنين بموروث الجدات
و قصص الغزو و الملاحم العشقية
لو علمت ِما علمت ُ
لفررتِ مثلي
من النور و الضياء
الى ظلام الليل
و البرد القارص
و حميمية الليالي الشتوية
فلا تضيئي الشمع
فإن الشمع
لا يُرى تحت الاشعة الشمسية
ولا يصمد في وجه الأيام
و الرياح العتية
اذن لا تلومي الأيام
إن أظلم الإشراق
و انطفأت الشمس
ولم يبقى من أمسي بقية
فلكل بداية نهاية ٌ
و لكل نص ٍ شاهد ٌ
و حرفٌ دامع ٌ و بصمة ٌو هوية[/frame]
( الآتي الأخير )
كتبت ذات ليلة ٍ شتوية