بسم الله
هدت عدد من المحافظات والمدن المصرية أمس، احتجاجات عارمة على الهجمة الإسرائيلية أمس ضد قطاع غزة، التي أودت بحياة أكثر من 200 فلسطيني وأصابت العشرات بجروح، ففي الإسكندرية خرج عشرات الآلاف من المواطنين منددين بالمجزرة الإسرائيلية على قطاع غزة، مرددين هتافات معادية للنظام المصري، مطالبين فورا بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وأشعلوا النار في أعلام إسرائيل والولايات المتحدة.
وطالبت المتظاهرون بوقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل، منددين بتصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي حمل حركة "حماس" مسئولية العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقد اندفعت قوات غفيرة من قوات الأمن المركزي لإغلاق عدد من المحاور لمنع امتداد المظاهرات إلى كورنيش الإسكندرية، وأغلقت قوات الأمن كافة المحاور المرورية الموصلة للقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية الموجودة بمنطقة كفر عبده، كما عززت الحراسة على المركز الثقافي الأمريكي المجاور لمبنى ديوان عام المحافظة.
وقالت مصادر بجامعة الإسكندرية إن وزارة الداخلية طلبت من إدارة الجامعة تعطيل الدراسة اليوم في الجامعة في إطار قرار بتعطيل الدراسة بكافة الجامعات المصرية لمنع اندلاع مظاهرات الطلبة.
وفي الإسكندرية، أصدرت لجنة مراقبة الأداء النقابي بيانا شديد اللهجة أدان الموقف الرسمي المصري من المجزرة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، كما أدان لقاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية مع الرئيس حسني مبارك الأسبوع الماضي، مؤكدا على التضامن التام مع الشعب الفلسطيني.
كما أصدرت نقابة الصحفيين بالإسكندرية بيانا آخر أدانت فيه المجزرة الإسرائيلية، وأعربت عن تضمانها مع الشعب الفلسطيني، كما أصدرت كافة النقابات المهنية في الإسكندرية بيانات مماثلة.
ومن المنتظر أن تنظم نقابات الصحفيين بالإسكندرية اليوم حملة تبرع بالدم ترسل لقطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصري.
وفي البحيرة حيث تقام حاليا احتفالات "مولد أبو حصيرة" تم نقل عشرات الإسرائيليين واليهود المتواجدين حاليا هناك إلى القاهرة على وجه السرعة بعد اندلاع مظاهرات هناك منددة بالعدوان حرقوا خلالها العلمين الإسرائيلي والأمريكي.
كما شهدت محافظتا الفيوم والمنوفية مظاهرات عارمة قدر المشاركون فيها بأكثر من 50 ألف متظاهر، فيما يتابع الملايين عبر شاشات الفضائيات المجزرة الإسرائيلية، وعلمت "المصريون" أن تعليمات أمنية مشددة صدرت إلى مراسلي الفضائيات العربية بالقاهرة خاصة "الجزيرة" بعدم تغطية مظاهرات الشارع المصري.
وقد انتشرت أعداد غفيرة من قوات الأمن المركزي في الميادين المصرية بكافة المحافظات المصرية لمنع انطلاق المظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين.
وقالت مصادر بجماعة "الإخوان المسلمون" لـ "المصريون" إن الجماعة تلقت تهديدات من أجهزة الأمن باعتقال العشرات من كوادرها في حالب دعت إلى مظاهرات مناهضة للموقف الرسمي المصري من مجزرة قطاع غزة، وتوقعت أن تشن أجهزة الأمن خلال الساعات القليلة القادمة حملة اعتقالات موسعة في صفوف أعضائها.
وعلمت "المصريون" أن تقارير أمنية عاجلة رفعت إلى القيادة السياسية للمطالبة بموقف رسمي أكثر تشددا تجاه إسرائيل، بعد توافر معلومات عن تحرك قوى المعارضة لدعوة إلى مظاهرات شاملة في مصر قد تصل إلى الإضراب العام احتجاجا على مجزرة غزة التي راح ضحيتها حتى إعداد هذا التقرير أكثر من 210 شهيد، وأكثر من 400 جريح معظمهم إصاباته خطيرة.