الى الغرب من الجفر هناك ما يجعل القلب يفلت من نياطه حين يأخذ بالخفقان السريع لدى سقوط عدسة العين على ما لم تكن تتوقع ، انه "اطويل اشهاق" ولكي أصل اليه كان لا بد لي من عبور فروع دميثة ، والتي تمتد لتصل حتى وادي الحسا ، وتتصف فروع دميثة بمسالكها الصعبة والتي تتخللها الرمال والشقوق الأرضية التي تتسع حينا لتضيق أحيانا أخرى ثم لا تلبث أن تتقطع عليها السبل ويصبح التنقل عليها مستحيلا ما يتوجب العودة الى النقطة التي انطلق منها الباحث المأخوذ بـ " اطويل شهاق ".
ها هو يلوح لي على مرمى امتداد بصر ، لكن الوصول إليه كان يبدو مستحيلا! وقد لا ابالغ ان قلت ان المحاولات المتعددة في ايجاد الطريق التي توصلني الى ذلك الجبل السحر,كانت ترافقها مخاوف من أفول شمس ذلك النهار قبل أن أحقق رغبتي الجامحة ، فالسير هناك خلال عتمة الليل يعتبر ضربا من ضروب المغامرات التي لا تحمد عقباها والتي قد تودي بالعربة المخصصة لعبور الصحراء الى السقوط في أحد الشقوق الأرضية العميقة أو الغوص في رمال تتأهب لألتهام كل من يقترب منها.
في تلك الأثناء وعندما يكون الانسان محاصرا بين رغبته الجامحة في الوصول الى الهدف وبين خطورة وصعوبة تحقيق ذلك تظهر قدرته الحقيقية على التحدي!
وهكذا تحققت رغبتي بعد ان تمكن التحدي من هزيمة المصاعب...فكانت هذه اللقطة لاطويل اشهاق التي لن تنسيني ذلك العذاب الجميل!.
جهاد جبارة
منقووووووووووووول
اطويل اشهاق
العرض العادي
