اسمها جميلة ..

لن تقتلوا فينا روح العزة!




أم عمر الزواوي

اسمها جميلة .. بل هدى.. ام تراني نسيت واسمها أمل.. تنظر إليهم تحسبهم في العشرين من عمرهم ولكن في الواقع هم في العاشرة أو الثانية عشرة على الأكتر.. يتحدثون إليك عن آمالهم وأحلامهم بأن يكونوا مذيعي أخبار أو صحفيين، وهم إما مبتوري الأرجل أو فاقدي البصر على أيدي آلة الحرب الإسرائيلية. والغريب أن تلك الآلة الغاشمة لم تستطع أن تقوض إرادة الشعب الغزاوي منذ أن بدأت الحرب على غزة، حاشدة كل قواها الجوية والبرية والبحرية.. مستخدمة كافة الأسلحة المحرمة دوليًا.

وهانحن في اليوم السابع عشر من الحرب الإسرائيلية على غزة وتقول إسرائيل أنها على وشك الدخول للمرحلة الثالثة من تحقيق أهدافها ولا نعرف ماذا حل بالمرحلة الأولى أو الثانية أو ماكانت أهدافها اصلاً، فلم نرى حتى الآن غير 905 قتيل و4100 جريح ومساجد وبيوت مهدمة وعائلات مشردة على أيدي الآلة العسكرية الإسرائيلية وما زالت المقاومة الباسلة تهدد سماء المغتصبات الإسرائيلية ساعة بعد أخرى، في ظل مسيرات واحتجاجات دولية وعربية بل يهودية ومسيحية جابت كل أنحاء العالم شرقها وغربها تصب جام غضبها على السفارات الإسرائيلية حاملين هتافات وأعلام تضامنية مع الشعب الفلسطيني.

ولم يكن هذا رأي الشارع العربي أو العالمي فقط بل إن الساسة والكتاب ينددون بما تقترفه إسرائيل من جرائم حرب ضد الإنسانية، وهذا أحد الكتاب اليساريين في جريدة هاآرتس جدعون ليفي يقول بالحرف الواحد: "نحن نقترف جرائم حرب في غزة والحديث عن إنجازات في إسرائيل أمر سخيف وقد خرجت حماس أقوى عما كانت عليه قبل أسبوعين".. هذه هي الحقيقة فعلاً فقد أصبحت المقاومة الآن قوة عالمية وليست غزاوية ضد إسرائيل بتأييد الناس لها في كافة أنحاء العالم ولم تعد حماس بحاجة إلى مجلس أمن ترفع فيه الولايات المتحدة الفيتو ضد أي قرار يلزم إسرائيل بالوقف الفوري بإطلاق النار، ولا إلى عقد قمة عربية تندد وتشجب ما لاقاه الشعب الغزاوي على أيدي الإسرائيليين، بل وأظهرت المقاومة من يساندها وكشفت من يتواطئ عليها.

وفي خضم هذا الزخم والدم أصبحت القاهرة بيت القصيد في ظل المبادرة المصرية بعد أن أصبحت مصر متواطئة مع إسرائيل ضد حماس في نظر بعض الشعوب العربية، مع إصرار مصر بعدم فتح معبر رفح إلا لدخول المساعدات الإنسانية، ليظل الشعب الفلسطيني "بنك أهداف" لآلة الحرب الإسرائيلية.

وأخيرًا أقول للمقاومة أنتم أمل الأمة فاثبتوا ينصركم الله ويثبت أقدامكم ويمكنكم من رقاب أعدائكم.

ولشعب غزة أزف شهداءكم إلى الله وأدعوكم إلى الصبر وإن كان ما تمرون به خطب جلل لا يصبر عليه إلا القوم المؤمنون.

وللشعوب العربية كافة أقول لهم هبوا لنجدة إخوانكم فوالله لو سقط خيار المقاومة لهلك الحرث والنسل في الأمة العربية.

وأقول للحكام العربية ننعاكم إلى الله وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وأنحني إجلالاً أمام موقف كل من أردوجان وشافيز لروح العزة فيهم.

وأخيرًا أقول للعدو الصهيوني ومن يسانده أن المقاومة بإذن الله منتصرة حتى لوحشدتم كل طاقاتكم لتقتلوا الآلاف من الشعب الغزاوي فلن تقتلوا فيهم روح العزة ولن تعبروا أبدًا على جلد غزة.