بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحباب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه رسالتي المعتادة إليكم رسالة الجمعة
اخترت لها عنوان :
ارحم الراحمين
نعم فالله أرحم الراحمين، فعطاؤه رحمة ومنعه رحمة
وإمهاله رحمة وابتلاؤه رحمة، فكم أعطانا ليهب لنا
الأمل، وكم منعنا لينجينا من الزلل، وكم أمهلنا لعلنا
نسترجع، ولم يبتلينا إلا لكي نتوب ونرجع، فكل أمره
مع عباده رحمة، وكل شأنه في تدبير أمورنا رحمة
فوق رحمة، فما أقسى هذه القلوب التي ابتعدت عن
الالتصاق بمنبع هذه الرحمة!! وما أشد جرم هذه
النفوس التي أبت الاستجابة لداعي هذه الرحمة، وذلك
حينما فتح أمامها أبواب التوبة ليرحمها من لهيب
ذنوبها ومعاصيها، فرحماك ربي ثم عوداً إذ كيف
نتجافى عن رحمتك ونحن أحوج ما نكون إليها؟! وكيف
نعرض عنك وقد فتحت أمامنا أبوابها وأنت الغني عنَّا،
فاغفر اللهم زلتنا واغسل حوبتنا واسلل سخائم قلوبنا
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وهب لنا من
رحمتك ما ينجينا من شر نفوسنا برحمتك يا أرحم
الراحمين.
فمن استأنس بالله كفاه، ومن أعرض عنه
ابتلاه، وأقل لون من ألوان هذا الابتلاء هو استشعار
الوحشة وإصابة القلب بالضيق والقلق والشعور
بالخوف والهلع وعدم الطمأنينة بحال.
محبكم
أبو عبد الله محمد بن محمودالفته الحويطي
غفر الله له ولكم ولوالديه ووالديكم