لماذا نجامل الحلاق ؟

لا تزال الرقابة على محلات تقديم خدمات الصحة العامة هاجسا يؤرق الجهات المعنية بالرقابة الصحية، تعد له الخطط والاشتراطات والجزاءات الرادعة، وفي مقابل ذلك لا يولي الأفراد المستفيدون من خدمات هذه الحملات الاهتمام والرعاية الكافية بأبسط حقوقهم، يثبت ذلك عزوفهم عن المطالبة بأبسط الاشتراطات الصحية اثناء تلقيهم للخدمات المقدمة لهم في هذه المنشآت، ما أردت الوصول اليه هو عدم مقدرة او ضعف الافراد في المطالبة بحقوقهم الصحية في مقابل ما يدفعونه للحلاقين من أجرة الحلاقة (مع البخشيش)، حيث أن يفترض ان تشمل قيمة الحلاقة المدفوعة تطبيق العمليات والإجراءات الضرورية لمنع نقل الأمراض والعدوى، ومن ذلك ما يلاحظ من عدم مطالبة الزبائن للحلاقين بغسل الأيدي قبل مزاولة عملية الحلاقة!! او عدم الاكتراث باستعمال أدوات حلاقة تم استعمالها على الزبون السابق دون غسلها وتطهيرها قبل البدء في قص الشعر!!، بل تصل جرأة بعض الحلاقين بالاستعمال المتكرر وتحت نظر الزبون للفوط الملونة التي تتميز بانبعاث الروائح الكريهة. وقد أخفى اللون الغامق كل مظاهر الوساخة والميكروبات؟؟، ويتردد بل لا يطالب الزبون بفوطة نظيفة لم يسبق استعمالها، يصاحب ذلك لا مبالاة من الحلاقين بأهمية هذه الإجراءات في المحافظة على سلامة الزبون واعطاء الزبون حقه في الحصول على علاقة نظيفة وخالية من مسببات نقل الأمراض، يجب أن نتوقف عن مجاملة الحلاقين ونتحلى بالشجاعة الكافية في المطالبة بحقنا (بالحسنى) في غسل الحلاق ليديه وتطهيرها وتعقيم الأدوات والأمشاط واستعمال أمواس وأردية بلاستيكية ذات الاستعمال الواحد عند زيارتنا لمحل الحلاقة حتى لا نتفاجأ في يوم من الأيام بأن أحدنا مصاب بمرض جلدي او فيروس معد لا سمح الله، ويجب أن نوصل الى الجهات الرقابية شكوانا ضد كل حلاق مستهتر لا يراعي أبسط حقوقنا الصحية وان نتفاعل معها بايصال تجاربنا وتجارب الآخرين في وسائل الحد من الأمراض المعدية، في ظل توفر وسائل الاتصال بجميع أشكالها مع الجهات المعنية، والله الموفق.