بعد "الوقاحة" الإسرائيلية الأردن جاهز للحرب ولكل الاحتمالات..

يرى محللون أن تصويت الكنيست على إقتراح ألداد الذي أثار سخطا شعبيا لم توازها عاصفة سياسية رسمية حتى الآن، ما هي إلا تعبير عن تفاعلات مفتوحة على كل الإحتمالات تشهدها المنطقة، وستنتهي بخيارين لا ثالث لهما يستعدّ لهما الأردن، إما "التوصل للسلام وإغلاق ملف الصراع بأي ثمن" أو "المواجهة العسكرية وولادة حروب إقليمية جديدة"، ولا يخفى هنا أن الأردن جاهز للتصدي ومستعد لكل الخيارات بكل الأحوال بما فيها (المواجهة العسكرية).
وبحسب مسؤولين فإن تجنب الحكومة الأردنية للتصعيد حتى الآن يوحي بأنها تدرس المسألة فيما إذا كان لها بعدا أعمق من ذلك قبل رسم حدود ردود الفعل، لكن ذلك لا يعني أن أجواء الصدمة موجودة فعلا داخل أروقة القرار التي تراقب بحرص ما يجري، كما أن هناك من يطالب داخل أطر القرار الرسمي بالإستعداد للخيارات الأسوأ والصراع العسكري في الإقليم.

الغضب الأردني واستيائه البالغ ودعوات الإستعداد للحرب مع إسرائيل جاءت بعد تصريحات يمينية متطرفة أكثر خطورة تهدد بمحو الأردن من الخارطة والتطاول على سيادته واستقلاله ..
فـ "الوقاحة الإسرائيلية" لم تقف عند تصويت الكنيست على إقتراح النائب الإسرائيلي المتطرف "أرييه ألداد" بجعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، بقوله "أدعو الفلسطينيين للبحث عن وطن بديل وأقترح أن يكون الأردن بدلا من فلسطين، هذا الطرح من شأنه ضمان أمن دولة إسرائيل والإستجابة لطلب المجتمع الدولي منح دولة للفلسطينيين".

بل بلغ تطاولهم أشدّه على سيادة دولتنا وكيانها عندما اعتبر شقيق ألداد في التطرف النائب ميخائيل بان آري الأردن "أرضا إسرائيلية لا يجوز التفريط بها"!!!
وشدد بقوله"أنه لا يجوز التفريط بالضفة الشرقية لأنها أرض يهودية وهي ليست حقا لا للأردنيين ولا للفلسطينيين"!!!
أول احتجاج رسمي أردني كان فور تصويت الكنيست على طروحات ألداد حول الوطن البديل والمرفوض قطعا من جانبنا، وذلك عندما استدعت الدبلوماسية الأردنية في 26/ أيار الماضي السفير الإسرائيلي يعقوب روزين في عمان، حيث أبلغه وزير الخارجية ناصر جودة احتجاج الأردن ورفضه القاطع لما جرى من نقاش في الكنيست الإسرائيلي لهذا الإقتراح، معربا عن استياء الأردن البالغ إزاء هذا الطرح المرفوض تماما.
حتى تبريرات بيريس الذي وصف تصريحات ألداد بالجنون لم يقبل بها الجانب الأردني، والذي طالب حكومة نتنياهو بإعلان موقف واضح مما جرى مؤخرا في الكنيست، كما يتم الإتصال حاليا مع واشنطن على اعتبار أن ما جرى لا يحرم الفلسطينيين فقط من دولتهم بل ويتآمر على مصالح الدولة الأردنية أيضا.
لكن وإن كانت كل المعطيات الرسمية تشير بأن الحكومة تفضل وصول شروحات واكتمال الصورة حتى تفهم خلفية التحرك اليميني الإسرائيلي، يبقى رد الفعل الشعبي هو الأقوى الذي أكد أنه جاهز لكل الخيارات بما فيها "المواجهة المسلحة".