الجيل الجديد وأصول القيادة

أقصد بالقيادة: قيادة المركبة ــ السيارة ــ، واتباع أصول السلامة محافظة على حياة قائدها والآخرين. ولعلي أكتفي هنا بملاحظتين فقط، هما ربط الحزام، واستعمال إشارات الاتجاه لتنبيه الآخرين، لقد حاولت مرارا ـــ عندما أكون مع أحد أبنائي ـــ تنبيهه إلى أهمية ربط الحزام وعند الانعطاف استعمال الإشارة ليعرف من خلفك إلى أين أنت متجه، ومحاولة تحديد مسارك قبل وقت مناسب حتى لا تفاجأ بقرب المنعطف وصعوبة أخذ طريقك الصحيح لكثرة السيارات، وكنت ألاقي صعوبة في التجاوب. الصغار منهم بدأوا يسمعون كلامي وإذا رأوني أربط الحزام عند الركوب أخذوا بربطه قبل أن آمرهم، وعند المنعطفات يستعملون الإشارات الضوئية أحيانا دون أمر، أما الكبار فيرون أنهم أكبر من أن يوجهوا لهذا فهم يكابرون ويستمرون كغيرهم، بلا مبالاة بأصول السلامة واتباعها.
لقد اعتدت وأنا في طريقي قائدا للسيارة استعمال الإشارة قبل وقت طويل لتنبيه من يسير خلفي بأنني سأتجه يسارا ويمينا، ومع ذلك لا أسلم، فهناك من يحاول وبسرعة التقدم ليتجاوز من اليسار وهو يريد التوجه إلى اليمين بعد أمتار.
فتجده بعد أن يتجاوزك مباشرة ينحرف يمينا دون أن يعطيك فرصة للوقاية من الخطر.. وكأنه وحده من يملك الطريق.
فأصبح الواحد منا يستعين بجميع حواسه خشية تعرضه للخطر ولا يأمن مخاطر الطريق حتى يصل لهدفه فيحتاج إلى من يهنئه بسلامة الوصول.
اليوم وكل يوم وأنا في طريقي الصباحي للعمل أسمع من خلال إذاعة البرنامج العام برنامج صباح الخير في السابعة والنصف وأجد المذيعين اللامعين هلال الرحيلي وعبدالرحمن البواردي وهما يحذران وينذران ويوجهان، وهما يستضيفان مدير برنامج التحكم في مرور الرياض الرائد إبراهيم أبوشرارة الألمعي وهو يحدد وينبه ويوجه المسارات وينذر بوجود اكتظاظ في شارع ما أو توقف في أحد المسارات، أو وجود حادث ما قد يعيق من يسير على الطريق نفسه.
ويوم الأحد 29/5/1430هـ كان حديثهم عن أهمية تحديد المسار، وعدم التهاون في استعمال الإشارة الضوئية وعن كثرة الحوادث التي تحصل بسبب سرعة الالتفاف إلى اتجاه لم يكن من خلفك يتوقع اتجاهك له، فيحذر الجميع. وأعتقد أن التشدد بتطبيق التعليمات هو الحل الوحيد وبالذات لدى الشباب الذين أصبحوا هم أكثر من يتعرض للحوادث المميتة والمعيقة. فمتى تطبق عقوبة عدم استعمال الإشارة بشكلها الصحيح؟ ومتى نعيد الشعار الذي عرفناه صغارا: «القيادة فن وذوق وأخلاق».
ويحضرني بالمناسبة ما ذكره الكاتب تركي الدخيل في الوطن قبل أيام عندما سأل أحدهم: لماذا لا تربط الحزام؟ أجابه بقوله: حتى لا يروني جماعتي ويفكرون أنني أقلد الغرب!!.