نساء بلا ثمن

في حكاية المرأة المغدورة والزوجة الأولى التي اغتيلت من قِبل الزوجة الثانية أو زوجة المسيار تتكرر حكاية الشرطة ودورها الذي ينبغي أن يشكل خط الحماية لمن يُمارس عليه التهديد .

فهذه المسيارية بعد أن ظنت أن الزوجة الأولى لها يد في طلاقها من زوجها الذي تزوجته سراً لمدة ثلاثة أعوام ، ثم قام بتطليقها عندما اكتشفت زوجته الأولى الأمر ، جن جنونها ، وحاولت إعادته لها بكل الوسائل الممكنة لكنه كان قد تمسك بقرار الانفصال وقرر عدم العودة إليها والاستكانة داخل عائلته وزوجته الأولى .

فما كان من الزوجة المطلقة إلا أن بدأت في الاتصال بزوجة طليقها وتهديدها هاتفياً فما كان منها إلا أن أبلغت الشرطة عن تلك التهديدات والتي من ضمنها محاولة المرأة المطلقة إحراق منزلها الذي يبدو أنها شعرت أنه بداية الحرق لقلبها إذا هي أحرقت المنزل ، والكارثة أنها سكبت مادة البنزين لكنها هربت من الموقع قبل أن تشعل النار لافتضاح أمرها .

السؤال التقليدي والبريء ... ماذا فعلت الشرطة إزاء التهديدات التي تلقتها المغدورة من الزوجة المجرمة والقاتلة ؟

وماذا فعلت لتحميها من القتل ؟

وهل احتجزت القاتلة أو من شرعت في الإحراق ؟

أسئلة مشروعة تعيدنا إلى الزوج الذي حاول قتل زوجته ثم غدر بأطفاله الثلاثة وذبحهم بالسكين .

المرأة والأم والزوجة الأولى عاشت في رعب شديد وخوف كما يقول أقرباؤها لكنها لم تتصور أنه سيصل إلى حدود القتل بالرصاص ، وإلى اغتيال وحرمان من الحياة ، ودون أن تجد الحماية الكافية من أحد أو تفهّما لمشاعر تلك المرأة الإجرامية التي من الممكن أن تدفعها إلى القتل ؟

المشكلة انها حلقة من حلقات العنف ضد النساء دون أن يجدن الحماية الكافية من المجتمع ، أو الأهل ، ومن قبل كل هؤلاء الشرطة التي تتبلّغ ولا ينشر أو يعرف ماذا فعلت في المحاولات التي تسبق تنفيذ الجرائم ؟

ماذا فعلت لتحمي هذه المرأة التي تعرّض منزلها للحرق ، وعاشت قبل القتل في خندق من الرعب جراء التهديد الذي تعرضت له ؟

ولن أناقش القضية الأساسية في موضوع المرأة التي قُتلت والأسباب والضحيتين القاتلة والمقتولة والسبب زواج المسيار ، لأن هذا الموضوع يحتاج إلى طروحات مستفيضة بعد أن بدأت ملامحه ونتائجه تتكشف .

نساء بلا ثمن ينطبق على ست نساء تزوجن أبناء عمومتهن المصابين بمرض الإيدز ، وأنجبن أطفالاً حاملين للمرض .

السؤال الذي يكسر كل الأبواب المغلقة هل أصبحنا نمارس طقوس بعض الطوائف الهندية التي تحرق الزوجة عقب وفاة زوجها لتلحق به ؟

وهل يعني أن المرأة التي كُتبت لابن عمها عليها أن تتزوجه ليس دون رغبة ، أو إجبار وهو يتم في كثير من الحالات الاعتيادية وتقبل المرأة به حتى لو كان مريضاً بالإيدز ؟

وكيف يقرر الآباء والأعمام مصير شابات ويتحكموا فيه بمخالفة كاملة لحقوق المرأة وتجاوز لأحكام الشريعة ؟

وكيف يجبر أب أو عم ابنته على الزواج من ابنه وهو يعرف أنه مصاب بالإيدز ؟

وكيف يرضى هذا الشاب بنقل المرض إلى هذه الشابة التي لا تملك حق الاختيار وهو حقها الطبيعي والمشروع ؟

ولماذا لم تتخذ حتى الان إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الكارثة وإيقاف هذا الموت البطيء للنساء ؟

وزارة الصحة تقول انها لا تملك حق اتخاذ أي إجراء لوقف مثل هذه الزيجات فقط هي توجه وتحرص على المنع ، لكن لا يستجيب أحد ، وتقول ان وزارة العدل هي المخوّلة بسن قوانين لمثل هذه الحالات والتي تمنع الزواج من مريض الإيدز خصوصاً إن كانت الزوجة سليمة ؟

وأخيراً وفي ظل عجز الجهات المسؤولة لإنقاذ هؤلاء النساء ليس من كارثة الإجبار على الزواج ولكن الزواج من رجل مريض بالإيدز هل سيتزوج هذا الرجل إن كان سليماً من ابنة عمه ، أو قريبته أو حتى من اختارها إن كانت حاملة للمرض ؟

لا أعتقد أن الإجابة ينبغي أن تكتب فكثير من الأسئلة حول النساء لدينا وحقوقهم إجاباتها تدخل في عين الشمس لتغطيها ..

ولا يأتي أحدهم ليقول إن ابنة العم هي أولى بابن عمها وهي ستره وغطاه وهي تريد ذلك !!!

بقلم / نجوى هاشم