شد، يشد، شدا! أي حاول يسحبك رغما عنك وأنت تقاوم تحاول أن ترفض هذه القوة التي لا تدري من أي جهة هي تهاجمك فتقرر الاستسلام في آخر الأمر لأنك تعبت. أفيدكم أن هذه أقصر مقدمة كتبتها حتى الآن.
نتحدث كثيرا عن الضغط الحياتي الذي نواجهه يوميا، نتحدث عن صعوبات العمل، تربية الأولاد، الحصول على موقف أمام السوبرماركت في أيام رمضان، صعوبات حياتية كثيرة نعيشها يوميا ونجد أنها تنهكنا، تجعل أعصابنا مشدودة، لذلك تجدنا نهرب منها بوسائل مختلفة مثلا كأن ننتظر إجازة آخر الأسبوع كي ننسى مشاغل العمل ومتاعبه وآخر تقرير يجب أن يكتب وجدول الميزانية والفواتير التي يجب أن تصنف والتحضير للدرس والاستعداد لامتحان ونتائج التجربة المعملية التي تأبى إلا أن تفشل في وقت نحن لا نستطيع فيه أن نتحمل قطرة فشل أو ذرة توتر. وقد نهرب من هذه المصاعب عن طريق تجاهلها أو بالتشكي والتذمر الدائم منها، وقد تظهر علينا أعراض جسدية نتيجة الضغط العصبي والنفسي والتوتر اليومي الذي يلازمنا مثلا قد نشعر بالإرهاق الدائم أو صداع متكرر وغير ذلك، وقد نجد أننا أصبحنا سريعي الغضب وفي حالة قلق دائمة.
توترنا العصبي نتيجة الضغوطات الحياتية قد يكون سببها هو أننا نريد من الأشياء حولنا أن تمشي كما نبغي، وفق قوانيننا الخاصة، تبعا لتوقعاتنا، لا نريد منها أن تميل يميناً أو يساراً أو حتى تتوقف لتلقط أنفاسها، وهذا تصرف غير ناضج منا، فأحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وفي أحيان كثيرة لا تأتي الرياح أبدا وتترك السفن مكانها بدون حركة تواقة للبحر، للاستكشاف، للتعرف على الجديد.
أنت تعاني من الضغوطات الحياتية الكثيرة، تشعر أنك متعب، منهك، تكاد لا تتعرف على نفسك حين تنظر في المرآة، تحاول قدر المستطاع أن ترتاح أن تهدئ أعصابك أن تبتعد عن الهوس الفكري الذي يتحول لقلق دائم وخوف من القادم من الحاضر وحتى من الماضي. حين تجد نفسك وصلت لهذه المرحلة، حين تجد أنك غير قادر على التعامل مع أي شيء حولك عندها عليك أن تتوقف، وتتنفس بعمق وتحاول أن تفكر في طريقة لانتشال نفسك من هذا الذي يشدك بعيدا عنها، بعيدا عن نفسك التي تعرفها، وتذكر..أنك يمكنك أن تعيش حياتك يمكنك أن تعيش وتستمتع بحياتك، وكلنا نريد أن نعيش حياتنا مستمعين راضين مرتاحين.