من شرق البلاد في الخبر مرورا بوسطها في الرياض وانتهاء بغربها في المدينة المنورة وجدة خرجت جموع المراهقين وأحيانا الشباب أيام العيد في الخبر أولا واحتلوا الشوارع ومارسوا كل أعمال الشغب وتخريب المطاعم والمقاهي والمحلات، ولم يقمعها إلا تدخل الجهات الأمنية وقوات الطوارئ الخاصة، وتمكنت الجهات الأمنية من القبض على 225 شابا تورطوا في أعمال الشغب والتخريب، وفي الرياض ألقت وحدة البحث والتحري بمرور الرياض على 125 شخصا أحدثوا شغبا في اليوم الوطني، وأوقفت دوريات مرور جدة مراهقين تسببوا في إعاقة الحركة وتم إطلاق سراحهم بعد أن أخذت تعهدات عليهم بعدم تكرار مثل هذه التجاوزات. وفي المدينة المنورة تمكن رجال الأمن من السيطرة على مراهقين من الشباب في الشوارع، كما تمكنوا من تفريق شجارات نشبت بين الشباب استخدم فيها السلاح الأبيض..الخ فهل هذه أخلاقنا؟، أو هل هكذا أصبحت.
إن ما حدث ليس حالات فردية بل حوادث شملت مناطق المملكة من شرقها إلى غربها، أي أنها تمثل ظاهرة، فماذا عدا عما بدا أو على ماكنا عليه. هناك حقا خطأ في التربية والتنشئة يتحمل مسؤوليته الجميع "البيت والمدرسة" والكبار أنفسهم، وما يمكن أن نطلق عليه المجتمع الاستهلاكي، فهؤلاء شباب لا يشغلهم التعليم أو البحث عن لقمة العيش. إنهم شباب غارقون في بحبوحة المجتمع الاستهلاكي، سيارات، جوالات، وفوق ذلك إجازة طويلة وفراغ قاتل، ولا حل إلا بالخروج من المستنقع الاستهلاكي.
بقلم عابد خزندار