ورقة ود
أخت الرجال...
جهير بنت عبدالله المساعد
جرت العادة أن الرجل محل الثقة والتبجيل والتقدير والاعتبار، فيقال ــ مثلا ــ لتأكيد صحة الوعد (وعد رجل) أو لبيان صدق الكلام (كلام رجال) وهكذا... حتى إذا أثبتت امرأة تفوقها ونجاحها قيل عنها (أخت الرجال)!! فالرجال عندنا... هم وحدهم صناع الحياة.. وأهل الثقة، وعماد البيوت، وبناة المجتمعات! إنما جئت أتحدث عن الجنس الآخر الذي تمثله المرأة في مجتمعنا... وهي إذا أرادوا التعبير عنها حذروا منها وقالوا (الشيطان امرأة) حتى مقولة النساء رياحين قلبوها وانتصروا للقائل الذي جعلهن «شياطين لنا» وإذا أرادوا السخرية من الدموع جعلوا التماسيح والنساء على حد سواء!! أما الكيد فهو كيد النساء وصدق القرآن العظيم... وأين سيف المرأة؟.... لسانها!! وهكذا باختصار كل ما هو جميل وإنساني ورائع للرجال وكل ما هو شائن ومقزز ووضيع للنساء... بالطبع لأن المؤلفين رجال!!! المهم.... أن هذه الموروثات المحلية لم تعد حقيقة صالحة للبقاء! فعلاوة على ضعف تكوينها في الأصل هي في الوقت الحاضر مجرد تخاريف وتهاويش لا مكان لها من الصحة! غير أنني أؤكد أن أخت الرجال ليست ظاهرة محدودة الانتشار في بلادنا، بل تكاد تكون صورة منتشرة في معظم البيوت السعودية! وسريان فكرة أن المرأة عندنا مكفولة محفوظة يرعاها أما الأب أو الزوج أو الأخ... فكرة قديمة تعود إلى الزمن الماضي يوم كانت جدتي وجدتك ــ رحمهما الله ــ على قيد الحياة!
اليوم المرأة أخت الرجال أكثر أنواع النساء انتشارا في المجتمع! وهي تلك التي تعيل نفسها وأسرتها أيضا! وما أكثر البيوت المفتوحة من عرق النساء!! وحين أوجد النظام مبررات كافية لمنح الطالبات والطلبة مكافآت دراسية لقاء انضمامهم لمقاعد التعليم الجامعي.. لم يلتفت إلى حقيقة أن البنت بعد التخرج تبقى هي تلك التي تعول وليست التي يعولونها!! فإذا لم تجد المورد الآمن.. أين تذهب؟! والمعترضون على تقديم إعانة معيشة للطلبة والطالبات بعد التخرج حتى يجدوا الوظيفة هم في الواقع لم يحسبوا حساب الضرر ولم يفكروا بأهون الشرين!! فأن تعطي إعانة على مضض أفضل من أن تفتح باب الضرر!! ونعم نتفق أن من يخاف الله لا يسرق، وأن الإيمان الحصن المنيع للإنسان، وأن من تربى تربية صالحة لن ينقلب إلى شيطان رجيم. لكن ليس من الحكمة أن تلقي بإنسان في بحر عميق كي تختبر قدرته على العوم!! وليس من الحكمة أن تطفئ الأنوار كلها ثم تقول لإنسان ما.. اكتب على السطر المستقيم ولا تنحرف! فلا تجعلوا حياة اليوم قائمة على مسلمات الأمس تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها لأن ما تريده الحياة بالأمس هو غير متطلبات الحياة اليوم.. إنه نداء صريح لا تدفنوا بناتنا في العار إذا كان بمقدروكم إنقاذهن من الحاجة وإعانة في محلها.. ولا شك في غير محله
==============================
الكيد الوارد في القرآن الكريم هو وصف عزيز مصر لنساء وليس وصف الله سبحانه وتعالى